السلام
عليكم و رحمة الله و بركاته ..
وددتُ أن أشارك في فك أسر أختي كاميليا و سائر الأخوات بأكثر من حضور الوقفات .. و
هذا مشهد تمثيلي ساخر بعنوان : [ ضرير و رابطة الشر ] كتبته حصريا للمرصد عن قضية
الأخوات و دور الإعلام في تهميشها و التعتيم عليها و قلبها كسلاح ضد الإسلاميين و
السلفيين تحديدًا .. هذه الحلقة التمثيلية ضمن سلسلة أكتبها باسم (سوبر سلفي) .. و
أرجو نشر لأضرب بسهم في الحشد للوقفة القادمة يوم 19 جعلها الله وقفة الانتصار و
الفخرا و العزّة ..
::
(ضرير و رابطة الشرّ)
[ من سلسلة سوبر سلفي ]
كتبه : إسلام أنور المهدي
المشهد الأول :
مشهد يكتنفه الضباب ..
سوبر سلفي يطير في الجو و ينظر بعينيه الخارقتين فيرى عبر الجدران ما بداخل البيوت
..
يرى امرأة تصلي لله و تسجد .. فيهز رأسه مستنكرًا و يقول : (مش دي) !!..
يرى الرجل الأصلع بتاع الأوتوبيس بيتفرج على قناة الجزيرة ، فيقول : (يييه مش ده)
!!..
يرى فتاة حاسرة الرأس ترتدي الصليب و تضع شمعة على منضدة و صورة قديس و قد شبكت
أصابعها تصلي صلاة النصارى .. فتتسع عيناه و يسيل الزبد على شدقيه ليقول بصوت أجش :
(هيَّا دي) ..
يطير لأسفل بسرعة ليهبط على إفريز الشرفة ..
يخرج من تحت حرملته بوكية ورد أحمر و أبيض و أصفر و يبربش برموشه و يسبِّل عينيه و
يمد يديه للأمام بالبوكيه للفتاة فتترك ما أمامها و تُهرع إليه !!..
تحمر وجنتي البنت و تغطي خديها بكفيها و تدور بنصفها الأعلي لتشيح بوجهها حرجًا عنه
!!..
يضم سوبر سلفي البوكيه لصدره و يُنكس رأسه حزينًا و هو ينظر بطرف عينيه بخبث و شهوة
للفتاة ..
تلتفت الفتاة إليه .. فتتبدل نظرته من الخبث و الشهوة للحنو و الرقة و يعود ليمد
يده بالبوكيه إليها ..
تمسك الفتاة بالبوكية و تشمه فيُغمى عليها ..
و أثناء سقوطها يطلق سوبر سلفي خيوط العنكبوت عليها من رسغه الأيمن فيغلفها تغليفًا
جيدًا يمسك بها بيده اليسرى ليطير بها بعيدًا ..
المشهد الثاني :
زووووووم أوت ..
نجد أن المشهد كان في بللورة سحرية تتوسط منضدة سوداء دائرية و حولها كراسي عليها
رجال كل واحد أمامه لافتة صغيرة باسمه .. و عل ظهر كل كرسي مكتوبًا (رابطة الشرّ)
..
[ وجدي الكداب : طويل جدّا و له أذنان كبيرتان مطرطقتان و شارب صيني ، خنّاس
وَسْوِسْيُوس : رجل كث اللحية طويلها يرتدي جلباب أسود و طاقية اليهود عليها نجمة
داوود و على صدرة صليبًا ، زغرت خنيق : قصير مُكتنز وعامل دوجلاس و حواجبو حرف
سبعة مع بعض و لابس نضارة فريمليس ، راضي القُرادي :تخين مبقلظ مع مناخير مفلطحة
و صلع أمامي و حاطط على قورته علم أمريكا ، د. هَبَل : رجل عجوز نحيف ملامحة ملامح
خنزير و لكن خرطومه قصير صغير و شعره أشيب على أم و جانبي رأسه . و معاهم وجيه
سَبَارس ]
وجيه سَبَارِس يقول : شفتم الماجيك جرافيك و عرفتُم كويس هتقولوا إيه للناس !!..
ينتقل المشهد للجميع فيقولون بصوت واحد : أيوه يا ريّس .. ده و لا بيكسار نفسها
تعرف تعمل جرافيكس كده !!..
سَبَارِس يُكشر عن أسنانه المفلجة الحادة و يزداد وجهه إحمرارًا : وجدي يا كداب ..
عايزك تخلي صورتهم زفت ..
يحني وجدي الكدّاب جبهته حتى تكاد تُلامس المنضدة و يقول في خشوع : آمين سيادتك ..
سَبَارس بابتسامة صفراء : مع أخوك يا زغرت املأ عيون الناس بالصورة المزيفة زي ما
أخوك الكداب هيملاها بحروف الزُور.
يرفع زغرت حاجبه الأيسر و يهز رأسه هزة خفيفة ..
خنّاس يمسح الدم عن فمه و يخبِّئ أنيابه ليقول : و انا عليا تهييج الشارع.
سبَارِس باحترام و رهبة : طول عُمرك بلطجي يا ابونا.
يصرخ راضي و هو يرفع أصبعه : و أنا معاه يا ريٍّس.
ينظر له سَبَارِس نظرة ساخرة و يقول باحتقار : ماشي ياض .
يلتفت سَبَارِس بابتسامة مُداهنة لـ د. هَبَل و يقول : مش هوصِّي معاليك.
يقول د. هَبَل بصوته الأجش الساعل و هو يُحني جبهته : مُخلص للآب لآخر يوم في عُمري.
يرتد سَبَارِس في كرسيه ليُريح ظهره و يمد يديه و هو يرفع طرف كرسيه لأعلى و ينظًر
لكاميرا المراقبة في ركن الحجرة مبتسمًا ..
المشهد الثالث :
ينطلق كادر التصوير من عين سبارس ليدخل الكاميرا و يمشي في السلك المظلم
طويلاً ..
نسمع أصوات صُراخ و أنَّات تتعالى ..
يتحول الكابل للشفافية و هو يمر على طول حائط مواجه لبوابات زنازين .. فتُبصر
الكاميرا الزنازين .. و نرى سريعًا ما يجري داخلها أثناء مرور الكاميرا من يمين ممر
الزنازين إلى يساره !!..
هذه زنزانة مغلقة فيها شابٌ مصلوب و جسده مغطى بالدماء يرفع سبابته و يقول: أشهد أن
لا إله إلا الله و أشهد أن محمدًا رسول الله.
و تلك زنزانة مفتوحة تكوَّمت في رُكنها امرأة ترتدي جلبلبًا و حجابًا ممزقين و
تحاول جاهدة تغطية جسدها و هي منكمشة في الركن بينما يتقدم نحوها رجل يرتدي نفس زي
خنّاس .. و يعلو صراخها و الكاميرا تغادر زنزانتها ..
زنزانة أخرى مفتوحة فيها أسد يتسلى بقضم ما تبقى من قدم و ساق مشعرة رجولية ..
زنزانة مغلقة فيها امرأة وضع أمامها طبق طعامٍ تخرج منه الديدان و الحشرات و هي
تضغط بطنها و تُسبّح ..
زنزانة مفتوحة و فيها شاب يقيده شابان مفتولا العضلات و رجل يرتدي نفس زي خنّاس
يمسك عصا حديدية طرفها صليب ملتهب و يختم بها جلد بطن الشاب و الشاب يصرخ و صوت
الشواء يتعالى ..
المشهد الرابع :
تنحرف الكاميرا و هي تسير في الكابل لتدخل غرفة فاخرة ستائرها مذهبة و يخرج
كادر التصوير أخيرًا من شاشة بلازما حديثة بعرض حائط تعرض صورة سَبَارس المبتسمة في
المشهد السابق ..
تلتفت الكاميرا لمن يواجه الشاشة ..
رجل عجوز ممتليء أخضر العينين كث اللحية و الشارب أشيبهما و قذرهما يرتدي تاجًا
ذهبيًا و يمسك عصا مذهبة طرفها صليب قاعدته نجمة داوود ..
يجلس على عرش مكتوب عليه : (عاش أبانا ضرير سيء .. و إن خالف تعاليم الينبوع) ..
أمامه على منضدة مذهّبة طبق فيه خنزير كامل يأكل منه ..
و جرائد كثيرة عليها عناوين : (حمارك .. 15 يومًا على ذمة التحقيق) .. (زفلط ..
خرور .. جزمي .. .. غز .. غلاء 23.. خمال 24.. بورتو خرة ) .. (شوزان .. و علها
الدور و عليها الدوووووووور) .. (أسود الإسلام .. يستمر النضال قبل و بعد الثورة ..
.. مش هنسيبك .. هات اختنا يا ضرير .. الوقفة السلمية العشرين من أجل الأسيرات) ..
(محاكمة رمزية لضرير سيء على الـ باب فوق) ..
يُمسك بيده ورقة مكتوب فيها : (استدعاء قضائي) .. ينفض الورقة من يده بقلق .. فتقع
على الأرض .. يُلقي قطعة الخنزير من يده اليسرى .. فتسقط فوق الورقة ..
يقوم ببطيء متوكئًا على عصاه ..
يزيح إحدى الستائر الذهبية ..
فإذا قفص مُذهّب فيه امرأة مجلببة تصلِّي صلاة المسلمين ..
يحدِّقً فيها ..
تُسلِّم من صلاتها ..
تنظر إليه .. ينظر إليها ..
تشيح بوجهها عنه .. ترفع يديها للسماء و تتمتم ..
يهتزّ و يضطرب و يقبض على عصاه ..
يتراجع للخلف ..
و فجأة يطأ برجله على قطعة الخنزير الزلقة فوق الورقة ..
فيفقد توازنه و تنكسر العصا في يده .. و يطير في الهواء على هيئة الجلوس و قدماه
ترتفعان لأعلى و هو يصرخ .. آآآآآآععععععع ..
يسقط على الأرض و قد انغرست العصا في قلبه .. و يسيل منه دمٌ أسود ..
يضطرب بدنه و ينتفض .. ثم يسكُن ..
ينفتح قفل باب القفص .. و تنزاح الستائر فإذا خلفها أقفاص مماثلة تنفتح أقفالها ..
الختام :
يعم الضوء المشهد ..
تخرج الأ سيرات و الأسرى من الأقفاص في هالات تشبه هالات القديسين ..
يزداد الضوء ..
يحترق الجلادون في الضوء الصافي ..
يُكتب باللون الأحمر وسط الضوء :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ
وَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحشَرُونَ )