[center]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إخوتي في الله من علامات قبول شهر رمضان أن تستقيم ويستقيم حالك كما كان في رمضان لماذا ينتكس بعض الناس بعد رمضان فيتبدل الحال تماماً كل هذا لثلاثة أسباب
السبب الأول للإنتكاس بعد رمضان
ان العبد لا يلجأ لله تعالى ويقول يا رب ثبت قلبي على دينك
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم وصاحب أثبت قلب في الدنيا كان دائما يدعوا وكان أغلب دعاءه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا بهذا الدعاء فمن باب أولى أن نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان
السبب الثاني أنه كان يأمن من مكر الشيطان فبعض الناس كان يشعر بالفخر والسرور من عبادته في رمضان فمن كثرة عبادته في رمضان وصيامه وقيامه يشعر أنه فعل من الطاعات في رمضان ما لن يؤثر معها شئ
فلو أمن الإنسان على عبادته أصبح من السهل على الشيطان أن يصطاده من أحب الشهوات إلى نفسه
السبب الثالث أن الإنسان قد لا تكون قضيته الإسلام أي أنه يصوم ويصلي ولا يشغل باله ماذا يفعل لنصرة الإسلام والمسلمين المستضعفين والمحاصرين
فمن كان الإسلام قضيته لن يكون له همة للمعصية أصلاً
بل سيكون جل وقته مهموماً ومشغولاً بكيف يعز هذ الدين
وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا
أنت لك ثلاثون يوماً تغزل جبالاً من الحسنات ثم تأتي بعد ذلك لتضيع كل هذه الحسنات بتربص الشيطان لك كما يقول الله تعالى
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
ما هو ظن إبليس ورد معناه في آية أخرى
ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
ولكن الله سبحانه وتعالى حمى المؤمنين من هذا
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ
فالله عصم الناس فإن أخلصت النية لله فالعباد الذين اصطفاهم الله لا يستطيع الشيطان أن يقترب منهم
فهولاء المؤمنين لا يتبعون الشيطان بل يجاهدونه بإتباع أوامر الله وعصيان الشيطان
بلال بن سعد رحمه الله يقول لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى عظمة من عصيت فقد عصيت الملك سبحانه وتعالى
فإن كانت لك حسنات فنمها ولا تأتي بمحبطات الأعمال كالغيبة والنميمة لا تشغل نفسك بالناس فتمرض قلبك ولكن اشغل نفسك بنفسك ولا تضيع عمرك ووقتك
روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا دينار
قال المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وحج ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
في رمضان تعودنا على الحد الأقصى من الطاعات والذي جعلك تخرج أقصى طاقتك في رمضان قادر على أن يجعلك تخرج أقصاها في غيره فأحب الأعمال إلى الله أدومها ولو قل
فلننظر إلى طاعاتنا في رمضان كنا نصوم الشهر كاملاً فعلى الأقل نصوم يومي الاثنين والخميس وأيام الثالث عشر و الرابع عشر والخامس عشر من كل شهر
الصلاة نواظب على الصلوات الخمس في المسجد
قيام الليل كنا نصلى إحدى عشر ركعة فلماذا لا نصلى ركعتان فقط قبل الفجر
ختم القرآن كنا نختمه أكثر من مرة في رمضان فلماذا لا نختمه على الأقل مرة في الشهر جزء واحد فقط في اليوم بمعدل صفحتان قبل كل صلاة وصفحتان بعدهما
الدعاء أكثر من الدعاء
وصحبة الصالحين الذين يعينونا على أن نستمر على الطاعات
وآخر شئ هو ذكر الله وهو ما لا يكثر منه إلا المحب
أسأل الله أن يتقبل منا ويدمنا على طاعته
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ / محمود المصري