فضيلة الشيخ الدكتور
/ ابو عبد الرحمن محمد رجب
هذه معالم في سيرة الشيخ حفظه الله تعالى وقد سمعتها منه متفرقة، فالشيخ ولد في الإسماعيلية سنة 1967، ولكنه رحل وهو صغير مع الأسرة إلى الإسكندرية بسبب حرب النكسة، وهو يذكر في تلك الفترة حضوره مع والده خطبا للشيخ المحلاوي حفظه الله، ثم رجع إلى الإسماعيلية في أواخر السبيعينيات مع الأسرة، وقد ذكر أن من جميل فعل الله تعالى أن الأسرة سكنت بجوار الشيخ علي المزين رحمه الله تعالى، والذي أحبه الشيخ جدا ولازمه، وكان يصلي معه، وكانوا يفترشون مكانا بجوار بيت الشيخ علي ويصلون فيه، وقد ذكر الشيخ أن الشيخ عليا كان يحبه ويقربه. وقد تأثر كذلك ببعض الأساتذة من الإخوان المسلمين وغيرهم، كالأستاذ نبيل محرم والأستاذ سيد زغلول، ولم تكن الفرقة حصلت وقتها كما هو الآن. وكان يرتاد مسجد الاستقامة صغيرا ويسمع للأساتذة والدعاة مثل المهندس محمد كريم وكان يرأس العمل الدعوي وقتها على ما يذكر، ومن جميل فعل الله بالشيخ كذلك أن الشيخ المجاهد المهندس السكندري/ أنور شعبان رحمه الله تعالى كان يعمل في نفس الشركة التي يعمل بها والده، فارتبط به وأحبه وتأثر به، وكان على منهج الدعوة السلفية ، ويذكر أن الشيخ أنور رحمه الله من أشد الناس التزاما بالسنة والهدي الظاهر، وكان فيه شدة رحمه الله. ولما حصلت أحداث التحفظ في أواخر عهد السادات خاف والد الشيخ عليه فمنعه الذهاب إلى مسجد الاستقامة، ثم سجن المتدينون، ومرورا بقتل السادات إلى خروجهم لم يكن للشيخ علاقة بأحد منهم إلا قليل منهم، كالشيخ عبدالعزيز ندا الذي كان يحبه ويعتبره أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكذلك الأستاذ الشيخ حمدي عبيد والذي كان بمثابة الأخ الأكبر للشيخ، خصوصا بعد دخوله الجامعة وقد رده الله تعالى إلى الإخوة ومجتمع المتدينين، وكان الشيخ حمدي أقربهم في ذلك الوقت، ولما بدأت الدعوة في الجامعة استجاب كثير من زملاء الشيخ بفضل الله وتم إنشاء أسرة بكلية الطب، وهي أسرة "طيبة"، وارتبط الشيخ بثلاثة معه شاركوه العمل والدعوة وهم الأستاذ الدكتور محمد رضوان، والدكتور عبد الحميد مصطفى، والدكتور محمد عباس، وبارك الله تعالى في تلك الدعوة، حتى تدين معظم تلك الدفعة طلبة وطالبات، وكان للشيخ درسان في مسجد الجامعة، ثم حمَّله إخوانه في الجامعة مسؤولية العمل الدعوي، وكان مساعده الأستاذ محمد جمعة من كلية التجارة، وكان عضوا في الجماعة الإسلامية وقتها، وكان الأستاذ محمد أنيس وقتها معتقلا. ورحل الشيخ في بداية العمل الدعوي إلى فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ أسامة عبدالعظيم حفظه الله تعالى والذي يعتبر أكثر الناس تأثيرا فيه وإفادة له، والتزمه مدة يتعلم منه علوم الشرع وطرق التربية، وفضيلة الشيخ أسامة حفظه الله كما معلوم مدرسة في التربية والتعبد، وأحب الشيخ بسبب حبه لفضيلة الشيخ علم أصول الفقه فقرأ ودرس وكان يسأل فضيلة الشيخ في كتبه الأصولية. وكان الشيخ يخطب الجمعة في مسجد صغير، ثم انتقل بعد ذلك إلى مسجد عباد الرحمن ، وكان له درسان فيه، أحدهما في فقه الإمام أحمد، وقد انتفع فيه بفضيلة الشيخ الأزهري عبدالرزاق خفاجة رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهروقتها، والدرس الآخر في العقيدة أو التربية. وكان الشيخ ينتفع بصحبة ومجالسة الأساتذة والشيوخ من المسجد كالشيخ سيد عبدالمقصود وأخيه الشيخ أشرف، والشيخ حسين الجمل، والشيخ محمد حسن عويس، ثم تخرج الشيخ من الجامعة. ووفي أوائل التسعينيات اعتقل اخوة ومشايخ الدعوة السلفية - وعلى رأسهم الشيخ الحبيب الفاضل واعظ البلدة محمد الشاذلي حفظه الله تعالى- فحمَّل الله تعالى الشيخ مسؤولية الدعوة، والتقى الشيخ الدكتور الجليل ياسر برهامي، ومن حينها توثقت العلاقة بينهما خصوصا وبين الشيخ وعلماء الإسكندرية عموما، خاصة الشيخ الدكتور الفاضل أحمد فريد، ثم فضيلة الشيخ الأجل الدكتور محمد إسماعيل حفظهم الله تعالى جميعا، وهو مع ذلك يتردد إلى بعض أهل العلم بالقاهرة كالشيخ محمد مصطفى اللغوي رحمه الله تعالى والشيخ الفقيه فريد هنداوي، مع تواصل بفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أسامة .وقد انتفع الشيخ كذلك بمجالسة ومدارسة فضيلة الشيخ الدكتور محمد الدبيسي حفظه الله تعالى وعافاه، وما زال للشيخ مع فضيلته صلة وصحبة. وقد التحق الشيخ بجامعة الأزهر بكلية الشريعة،بعد تخرجه من كلية الطب، وحصل على الليسانس، ثم انقطع عن الأزهر طويلا لظروف العمل والمرض، ومنذ مدة يسيرة حصل الشيخ على دبلوم الدراسات العليا، وأعد رسالة الماجيستير في الفقه المقارن لكن لم ييسر الله بعد مناقشتها. وللشيخ كتابات شهد لها أهل العلم وقرظوها، منها العلمي التأصيلي كمنظومة: "رفع الاشتباه عن مهمات من المغالاة" وقد شرح الشيخ الفصل الأول منها، ومنها التربوي والدعوي، كما أن للشيخ عددا كثيرا جدا من الدروس المسجلة في الفقه وأصوله والتفسير والحديث، إلى جانب التربية والأدب والذي اشتهر منهج الشيخ به، وقد سجلت هذه الدروس في مجالس خاصة وعامة، لكن معظمها لم ينشر، خاصة وأن الشيخ كان ممنوعا من الخطابة والتدريس أكثر من عشر سنوات. وللشيخ طلبة ببلدته وخارجها، خاصة من تتلمذ له من طلبة العلم غير العرب، من أوروبا وروسيا وغيرها، الشيخ حاليا عضو مؤسس وأمين مساعد الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح وعضو برابطة علماء أهل السنة، المدير العلمي لمعهد الحرمين الشرعي للطلاب الأجانب، المدير العلمي لدار اليسر للبحوث وإعداد المناهج . فنسأل الله تعالى للشيخ العفو والعافية والمعافاة في الدين والدنيا.
|