تنسيق مبكر بين الإسلاميين على مقاعد البرلمان

المشرفين

تنسيق مبكر بين الإسلاميين على
مقاعد البرلمان

احتمالات التحالف الانتخابى بين
الإسلاميين، على تعدد جماعاتهم، كبيرة، خصوصا فى الانتخابات البرلمانية
المقبلة..

أبرز دلائل التحالف تلك الحالة «التوافقية» التى تجلت
بين القوى والحركات الإسلامية، منذ نجاح ثورة «25 يناير»، فى الموقف من
الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والحفاظ على المادة الثانية من
الدستور، والتوافق على رفض دعوة تأجيل الانتخابات ووضع الدستور أولا،
ومليونية «29 يوليو»، والموقف من المبادئ فوق الدستورية، والتحفظات على
«وثيقة الأزهر»، مع قبولها مبدئيا.
وفى ظل توحد المناوئين للإسلاميين،
فى كتل سياسية تعتزم بذل ما فى وسعها للمنافسة، تضغط القاعدة العريضة من
الشباب الإسلامى فى اتجاه وحدة الصف وتوحيد المواقف، آخذة فى الاعتبار
الموقف على الصعيد الدولى من بروز قوة الإسلاميين أو حصولهم على أغلبية
كبيرة تجعل الكلمة لهم فى البرلمان القادم.
وينظر الإسلاميون إلى مساحة
المشترك بين جماعاتهم، وهى مساحة كبيرة لا شك، فى ظل منهج فكرى وعقدى مرجعه
أصول واحدة وقضايا وأهداف مشتركة، وإن اختلفوا فى سُبل وفرعيات. وعلى مدار
عقود من تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر كانت أنظمة الحكم، التى اختصرت
رؤيتها للإسلاميين فى ملف أمنى، بمثابة حجر عثرة فى طريق عمل إسلامى مشترك،
وبرحيل هذه الديكتاتوريات بات المجال مفتوحا أمام الإسلاميين، للتحاور
والتشاور حيال القضايا المطروحة كافة.
جهود توحيد الإسلاميين والسعى نحو
عمل مشترك فى ما بينهم ليست وليدة الثورة، بل سبقتها بكثير. إذ كان
السلفيون، رغم اختلافهم مع الإخوان فى الأولويات، وخلال طوال حكم النظام
السابق، يدعمون مرشحى الإخوان فى النقابات المهنية والاتحادات الطلابية.
وفى رسالة له، بعنوان «موقف الدعوة السلفية من الانتخابات البرلمانية»، كتب
القيادى السلفى محمد إسماعيل المقدم، يقول «لو ذهب إنسان ينتخب الإخوان
فإننا لا نزجره، احتراما للخلاف الفقهى فى هذه المسألة».
كانت إحدى
الوثائق، التى عثر عليها ضمن أرشيف جهاز أمن الدولة المنحل، وتحمل توقيع
العميد محمد جمال الدين عبد السلام، مفتش مباحث أمن الدولة فرع الشرقية،
وهى بتاريخ 13 مارس 2009، ومرفوعة إلى رئيس مكتب أمن الدولة فى المحافظة،
كشفت أن جماعة الإخوان أعدت دراسة حول الموقف من الحركة السلفية، ومقترحات
للتعامل معها «بهدف إعادة الوفاق والتحالف مع السلفيين». وأوصى ضابط أمن
الدولة، بضرب هذا التقارب «الإخوانى السلفى» الوشيك، إذ كان الإخوان، بحسب
الوثيقة، يسعون لتجاوز القضايا الخلافية مع السلفيين.
ويولى عدد من
الرموز الإسلامية والقيادات الدعوية أهمية كبرى لقضية توحيد الجهود، على
رأسهم محمد حسان، ومحمد عبد المقصود، وأحمد النقيب، وصفوت حجازى، ومحمد
يسرى، وعبود وطارق الزمر، وغيرهم.. يقول الداعية السلفى أحمد النقيب
«الإخوان هم أقرب الناس إلينا، ونصرهم فى الحقيقة نصر للإسلام». فيما يرى
الشيخ محمد حسان، فى معرض حديث له عن انتخابات مجلسى الشعب والشورى، أن
«أولى الناس بالتقدم للترشح هم الإخوان المسلمون، بما لهم من خبرة سياسية،
ولا بد من وجود تلاحم معهم من المنتسبين إلى المنهج السلفى».
مسؤول
المكتب الإدارى فى المنيا لحزب الحرية والعدالة الإخوانى، الدكتور على
عمران، أعرب فى تصريحات صحفية سابقة، عن ثقته فى نيل دعم السلفيين وأعضاء
الجماعة الإسلامية، قائلا «العلاقة معهم قوية جدا، قبل الثورة وبعدها، فهم
أحباؤنا.. وسيساندوننا ويقفون إلى جوارنا فى أى انتخابات».
ومع تضافر
الأسباب الداعية إلى وحدة الإسلاميين وتضامنهم، فى الانتخابات المقبلة،
تبرز بوادر نشوب بعض الخلافات هنا وهناك، بسبب تداخل الدوائر الانتخابية
بين القوى الإسلامية، واحتمالية تعدد الأسماء المطروحة فى أى من الدوائر،
أو تمسك كل فصيل بمرشحه. لذلك سعت شخصيات إسلامية إلى التبكير بالتنسيق بين
الإسلاميين، فى المحافظات كافة، للحيلولة دون ترشح عضو من الإخوان أمام أى
مرشح سلفى، أو من الجماعة الإسلامية، فى أى من الدوائر الانتخابية
بالجمهورية