أهلاً وسهلاً بكم في موقع إلاصلاتى ونتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا
أخى الزائر / أختى الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
سنتشرف بتسجيلك
شكراً
إدارة الموقع ||



أهلاً وسهلاً بكم في موقع إلاصلاتى ونتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةموقع إلاصلاتىالأحداثالتسجيلالمنشوراتدخولأحدث الصور

 

 وقفات مع "كتاب العقائد" لحسن البنا للشيخ عبد الرحمن دمشقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم الاسلام
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
خادم الاسلام



وقفات مع "كتاب العقائد" لحسن البنا للشيخ عبد الرحمن دمشقية Empty
مُساهمةموضوع: وقفات مع "كتاب العقائد" لحسن البنا للشيخ عبد الرحمن دمشقية   وقفات مع "كتاب العقائد" لحسن البنا للشيخ عبد الرحمن دمشقية Icon_minitime126/10/2010, 11:31 pm



بسم الله الرحمن الرحيم
[center]وقفات مع "كتابالعقائد" لحسن البنا
وموافقته للأشاعرة ومنهجيته الغامضة في التعامل مع أسماء الله وصفاته.
الكاتب:عبد الرحمن دمشقية

كتاب العقائد للاستاذ حسن البنا رحمه الله يمثل العقيدة التي تنطلق منها جماعة "الاخوان المسلمون".

وحيث أن السائد بينهم أن الكتاب يمثل طريق أهل السنة ومنهج السلف الصالح؛فقد أحببت أن أورد بعض التعليقات المهمة التي تبين حقيقة المنهج العقائديالذي يمثله حسن البنا رحمه الله.


وأول ما يجب التنبيه اليه أن الكتاب طبع باشراف ولده سيف الاسلام البنا.وحققه وعلق عليه رضوان محمد رضوان وملأه بالتأويلات على طريقة الأشاعرةكالرازي والجويني.


ولم يعترض ولد البنا على ذلك بل أثنى عليه قائلا: (بهامش هذه الرسالة عدةتعليقات كان الأخ المجاهد فضيلة الشيخ رضوان محمد رضوان رحمه الله قدأوردها في الطبعات السابقة استمدها من أمهات كتب التفسير والحديث.


وقد أثبتناها في هذه الطبعة علها تعين قارئا على معرفة علم خفي عليه خبرهأو لفظ دق عليه معناه، أو تركيب غاب عنه فحواه، وجزى الله كاتبها خيرالجزاء) [مقدمة كتاب العقائد، طباعة دار الشهاب].


فهكذا قرر ولده أن علم هذا المحقق مستمد من كتب التفسير والحديث، وأقر نهجالتأويل الذي لم يستنكره أحد من الاخوان بل تلقوه بالقبول بالرغم من تكرارطبعات الكتاب.


أول الواجب على المكلف هو النظر:


قال الاستاذ البنا في أول مسألة في العقيدة: (كل هذه العقائد يؤيدهاالعقل... ولهذا شرف الله العقل بالخطاب)، (وذم الذين لا يتفكرون ولاينظرون، فقال تعالى: {وكأين من آية في السموات والارض يمرون عليها وهمعنها معرضون}}) [ص 10].


فابتدأ الكلام في العقيدة بما يبدأ به الأشاعرة، وقد ذكر الحافظ العسقلانياعتراف أبي جعفر السمناني - إمام الأشاعرة في وقته - أن القول بأن أولالواجب على المكلف النظر؛ هو من مخلفات المعتزلة بقي في المذهب أي المذهبالأشعري [فتح الباري 1/70].


موقفه هو ومحقق كتابه من الصفات الالهية:


قال الاستاذ البنا رحمه الله: (وردت في القرآن آيات وفي السنة المطهرةأحاديث توهم بظاهرها مشابهة الحق تبارك وتعالى لخلقه في بعض صفاتهم) [ص57].


قلت: وهذا اساءة ظن بوحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه.


تعليق: وكأنه ليس عند الله تعالى تعبير أفضل مما أوحى به ليبعد به الناسعن توهم ما لا يليق به: والا فهل هذه الصفات التي أوحى مما يليق به أو ممالا يليق به؟ إن كان لا يليق به فكيف يصف به نفسه؟ أأنتم أعلم أم الله؟


قال تعالى: {يد الله فوق أيديهم}، وقال: {بل يداه مبسوطتان}، وقال: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}.


قال المعلق: ({يد الله فوق أيديهم} أي هو مطلع على مبايعتهم فيجازيهمعليها. وقوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} مبالغة في الوصف بالجود. وقوله:{عملت أيدينا أنعاما} أي أبدعناه وعملناه بلا شريك ولا معين. وقال تعالى:{وهو القاهر فوق عباده} [ص 61]، وقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكمالأرض} وقال: {اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} .


نقل المعلق عن القرطبي أن الفوقية في قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم: أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان.


وقال المعلق: ({أأمنتم من في السماء} أي أأمنتم من في السماء سلطانه وقدرته).


وقال المعلق: ({اليه يصعد الكلم الطيب} أي يعلمه {والعمل الصالح يرفعه} أي يقبله).


وحكم الاستاذ البنا حكما أشعريا على هذه النصوص بأنها تفيد الحيز والجهة، فقال: (مما يؤخذ منه نسبة الجهة لله).


تعليق: وهذا قول الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وتبريرهم للتأويل وهو أن هذهالآيات يلزم منها الجهة والتحيز ولذلك صرفوها عن معانيها الى معاني أخرى.وكتب الشيعة اليوم وتفاسيرهم مليئة بنفس هذه التأويلات وبنفس اللفظ؟


وأما وصف الصفات بالمتشابه فهو باطل، فانهم يجعلونها من المتشابه ليبررواتأويلها ويجعلون تأويلهم الباطل هو المحكم الذي يزول به التشابه. وهو قولباطل: فاننا نسألهم هل كل الصفات من المتشابه أم بعضها؟ فان قالوا كلهاوقعوا في جحود كل صفات الله وإن قالوا بعضها متشابه وبعضها محكم قيل لهم:هاتوا دليلا على هذا التحديد وذاك التقسيم!


والواقع أنهم جاؤا بالتأويلات التي سبقهم اليها المعتزلة كما في تأويلات المعلق الأشعري الذي وصفه سيف الاسلام البنا بالمجاهد.


قال البنا: (وقال تعالى: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} [62]. وقال: {وجاء ربك والملك صفا صفا}).


وذكر حديث: (لا تزال جهنم يلقى فيها: وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه) وحديث: (لله أشد فرحا).


قال المعلق: ({وصدقت بكلمات ربها} أي بشرائعه. {وجاء ربك} أي أمره وقضاؤه.وقال: {حتى يضع رب العزة فيها قدمه} قال الزمخشري: وضع القدم على الشيءمثل للردع والقمع. فكأنه قال: يأتيها أمر الله فيكفّها عن طلب المزيدفترتدع). انتهى.


وبهذا صار معنى وضع القدم عنده قول الله لجهنم كفي عن المزيد فتقول: اكتفيت اكتفيت!. نعوذ بالله من تأويل الباطنية.


وعلق المعلق رضوان على حديث (لله أشد فرحا): (قال النووي: قال المازري:المراد هنا أن الله تعالى يرضى بتوبة عبده أشد مما يرضى واجد ضالّته فعبرعن الرضا بالفرح).


محقق كتاب العقائد يثبت التأويل الأشعري:


فهذا نهج أشعري مخالف لما انتهى اليه حال أبي الحسن الأشعري من وصايةالناس باتباع طريق أحمد بن حنبل وترك التأويل كما دل على ذلك كتابهالابانة ومقالات الاسلاميين وكتاب الحافظ ابن عساكر تبيين كذب المفتري.


ومع ذلك فالكتاب يسوغه بطريقة سياسية لا تظهر من أقوال البنا مباشرة ولكنفي حواشي التعليق. وبهذه الطريقة السياسية تتم مسايرة جميع الفرق: المؤولةوالمفوضة. فمتن الكتاب يحثك على التفويض، وحاشيته تحثك على التأويل!!!


أقسام الناس في صفات الله:


قال الاستاذ حسن البنا رحمه الله [ص 64]: (انقسم الناس في هذه المسألة الى أربع فرق:



1) فرقة أخذت بظواهرها كما هي. فنسبت الىالله وجها كوجوه الخلق. ويدا كأيديهم. وضحكا كضحكهم... وهؤلاء هم المجسمةوالمشبهة. وليسوا من الاسلام في شيء وليس لقولهم نصيب من الصحة.

2) فرقة عطلت معاني هذه الألفاظ على أي وجه...فالله تبارك وتعالى عندهم لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر لأن ذلك لا يكون الابجارحة، والجوارح يجب أن تنفى عنه سبحانه...
هذا رأيان باطلان لا حظ لهما من النظر. وبقي أمامنا رأيان هما محل أنظار العلماء في العقائد، وهما رأي السلف ورأي الخلف).

أضاف: (أما السلف: فقالوا: نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت، ونتركبيان المقصود منها لله... وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله الاحاطةبعلمها...) [ص 66].


قال: (وأما الخلف فقالوا: اننا نقطع بأن معاني ألفاظ هذه الآيات والأحاديثلا يراد بها ظواهرها. وعلى ذلك فهي مجازات لا مانع من تأويلها. فأخذوايؤولون الوجه بالذات واليد بالقدرة هربا من شبهة التشبيه) [ص 70].


نماذج من تفسير السلف للصفات:


إن البنا لم ينجح في ضبط منهج السلف وتحريره وانما هو مقلد في كلامه لماتوارثه الأشاعرة من أن مذهب السلف تفويض معاني صفات الله. وقد ثبتبالأسانيد الصحيحة تفسير النبي والصحابة والتابعين لآيات الصفات وإنمافوضوا كيفية الصفات لامعناها.


فقد كتب الامام أحمد كتابه "الرد على الجهمية" الذي أثبت الحافظ نسبتهاليه [الفتح 13/493] رد به تأويلات الجهمية الباطلة للصفات ثم أثبتالمعاني الحقة لها.


وفسر مجاهد وأبو العالية الاستواء بالعلو والارتفاع [البخاري كتاب التوحيدباب وكان عرشه على الماء]، ومجاهد هو القائل: (أخذت التفسير عن ابن عباسمن أوله الى آخره: أقفه آية آية)، ولم يقل الا آيات الصفات.


وكان ابن عباس يقول: (كل القرآن أعلم الا أربع: حنان وغسلين وأواه والرقيم) ثم علمها ولم يذكر معها الصفات.


وقد فسر قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء}؛ أي وهو الله [زاد المسير لابنالجوزي 8/322]، وقوله تعالى: {واصنع الفلك بأعيننا}؛ أي بعين الله تباركوتعالى [الاسماء والصفات للبيهقي396 شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي3/411].


وقال: (لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء) [البخاري في خلق أفعال العباد 40].


فمن أين للآستاذ البنا أن السلف فوضوا معاني الصفات؟


هل كانوا يجهلون معاني جميع معاني الصفات حتى الصفات السبعة المشهورة عندالأشاعرة والتي استثنوها من التفويض وأوجبوا العلم بمعناها؟ إن ادعواتفويض معاني الجميع فهذا مكابرة، وإن زعموا الجهل بها باستثناء السبعةفأين الدليل الشرعي على تحديد المعلوم بسبعة دون الباقي؟ وكيف يكون إثباتالصفات السبعة واجبا والباقي محرما؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟


وهل يجرؤ أحد أن يقول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهل معانيصفات الله؟ فاذا كان يجهلها فكيف علمها إخوانكم الأشاعرة المؤولة؟ واذاكان يعلمهما فهل بلغها أم كتمها؟ هل إخوانكم الأشاعرة المؤولة أحرص علىتبليغ العلم منه صلى الله عليه وسلم؟


أم لعل الاستاذ البنا يعني بالسلف قسم المفوضة من الأشاعرة. وبالخلف قسمالمؤولة من الأشاعرة، فإن الأشاعرة منقسمون على أنفسهم في مسائل الصفاتفمنهم من يرجح النوع الأول من التعطيل وهو التأويل. ومنهم من يرجح النوعالثاني من التعطيل وهو التفويض. ولذا اعترف العز بن عبد السلام بكثرةاختلافات الأشاعرة حول صفات الله [قواعد الأحكام 172، الاعلام بقواطعالاسلام 24].


وهذان الطريقان المتناقضان - التأويل والتفويض - يسمح المذهب الأشعري باختيار أي منهما إذ ليس أحد منهما على سبيل المؤمنين.


وهذا عين ما دعا اليه البنا.


وكأنه لا وجود عند الاستاذ البنا لطائفة تثبت الصفات بمعانيها الحقة، لأنإثبات المعاني عنده إثبات للتشبيه والتجسيم. فقد طرد الفرقة التي تثبتصفات الله وتثبت لها المعاني الصحيحة بلا تشبيه. لأنها عنده تثبت لله يداكيد المخلوق وعينا كعينه واستواء كاستوائه! وألزمها ما لا تلتزمه منالتشبيه على طريقة الأشاعرة في ترهيب المخالفين للمذهب ووصمهم بالألقابالشنيعة لعلهم الى التأشعر يرجعون!


مع أن أصولهم في الصفات على وفق ما قاله نعيم بن حماد شيخ البخاري: (منشبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيماوصف الله به نفسه ووصفه رسوله تشبيه ولا تمثيل).


كتاب العقائد دعوة الى المذهب الأشعري:


إن الاستاذ حسن البنا بهذا الطرح لم يخرج عن كونه أشعري التلقي فيالعقيدة. يدعو الى التمسك بالعقيدة الأشعرية التي تخير المنتمي اليها بينأن يؤول الصفات بالتأويلات المطابقة لتأويلات المعتزلة كتأويل الاستواءبالاستيلاء واليد بالنعمة أو القدرة والمجيء بمجيء الأمر والنزول بنزولالأمر وهي التأويلات التي قررها محقق كتاب العقائد من التأويلات في كتابالاستاذ البنا.

وأريدك أن تقارن بين قول البنا: (يجوز لك إما التأويل أو التفويض) بماقاله اللقاني صاحب كتاب "جوهرة التوحيد" وهو معتمد في تدريس العقيدةالأشعرية:
وكل وصف أوهم التشبيها
أوِّلْه أو فوِّضْ ورُمتنزيها


فدعوة البنا الاستاذ حسن البنا يمثلهما هذان البيتان الأشعريان. انه يقرر مذهب الأشاعرة بطريقة سياسية يخفي معها اسم المذهب.

ترجيحه للتأويل وثناؤه على علماء الكلام:


ويدعي الاستاذ البنا أيضا أن هذا الرأي الثاني – التأويل - هو محل نظرالعلماء ويحتج له بكتاب "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه"، وهو الكتاب الذيأنكره العلماء على أبي الفرج ابن الجوزي، ومع ذلك يحتج حسن البنا به،وبكتاب "أساس التقديس" للرازي الذي هو شر كتبه وأقربها الى منهج الجهميةوالمعتزلة. ويبلغ به تبريره للتأويل حتى يزعم أن الفريق الأول وهم السلفبزعمه لجأوا الى الوقوع ضرورة في التأويل مهما ابتعدوا عنه.


ويتابع فيقول: (وقد كان هذان الطريقان مثار خلاف شديد بين علماء الكلام من أئمة المسلمين) [ص 74].


تعليق: ودعواه أن علماء الكلام؛ "أئمة للمسلمين" دعوى لا يسلمها له أئمةالمسلمين الحقيقيين كالشافعي وأحمد ومالك وغيرهم الذين ذموا علم الكلاموحذروا من مجالسة أهله، فكيف يصف حسن البنا علماء الكلام بأنهم أئمةالمسلمين؟


ويقول: (ولو بحثت الأمر لعلمت أن مسافة الخلف بين الطريقين لا تحتملشيئا... وأن البحث في مثل هذا الشأن مهما طال القول فيه القول، لا يؤدي فيالنهاية الا الى نتيجة واحدة؛ هي التفويض لله).


وذكر: (أن مذهب السلف في الآيات والأحاديث أن يمروها على ما جاءت عليه،ويسكتوا عن تفسيرها أو تأويلها، وأن مذهب الخلف أن يؤولوها بما يتفق معتنزيه الله عن مشابهة خلقه، والخلاف شديد بين أهل الرأيين حتى أدى بينهماالى التنابز بالألقاب).


(أولا: اتفق الفريقان على تنزيه الله.


ثانيا: كل منهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله غيرظواهرها التي وضعت لها هذه الألفاظ في حق المخلوقات. وذلك مترتب علىاتفاقهما على نفي التشبيه) [ص 75].


زعمه أن التأويل ضروري للتنزيه:


قال: (واذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل، وانحصرالخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيث ألجأتهم ضرورةالتنزيه الى ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه، وهو خلاف لا يستحقضجة ولا إعناتا).


ثم حكم على السلف بما حكم عليه الجويني والغزالي وغيرهما من الأشاعرة،فقال: (ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني الىالله أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل). أضاف: (ونعتقدالى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق).


تعليق: وهذه حيدة عن الحكم على التأويل؛ هل هو باطل أم حق؟ دعك من قضيةالتكفير والتفسيق فإن هذا ليس هو محل الخلاف. وانما الخلاف على الصفة هلمنعنا الله من العلم بها أم أجاز لنا تأويلها بغير علم منا؟ وهو خلاف ليسبالأمر الهين ويستحق ضجة ليظهر الحق ولتستبين سبيل المجرمين. ولا تنساعتراف المؤولة أن تأويلاتهم محتملة لا يمكن القطع بها [الفتح 13/353و383، اتحاف السادة للزبيدي 2/112، الاتقان للسيوطي 2/221، تحفة المريدشرح جوهرة التوحيد للباجوري 91].


أما دعواه أن ضرورة التنزيه ألجأتهم الى التأويل؛ فهذا تبرير خطير يمكن أنيوهب للمعتزلة والجهمية إذ كلهم يدعي أن ضرورة التنزيه ألجأته الى التأويلالذي تكشف لكثير من الأشاعرة وندموا في أواخر حياتهم على سلوكه.


وهل يجوز الاعتذار عن تعطيل المعتزلة والجهمية أنهم أراوا تنزيه اللهبتأويلاتهم التي امتلأت بمثلها تأويلات الأشاعرة؟ هل نبرر للمعتزلةانحرافهم في القدر لزعمهم أنهم أرادوا تنزيه الله عن الاعتقاد بأنه جبرالعباد على الفعل؟


وهذا الشافعي ومالك وأحمد وأبو حنيفة لم يؤول منهم أحد شيئا من الصفات،أفيجوز أن نتهم هؤلاء بأنهم كانوا أقل تنزيها من أهل البدع من الجهميةوالمعتزلة!


منهج السلف وليس رأيهم:


ثم بدأ يرجح التأويل بقوله: (وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف الىالتأويل في عدة مواطن وهو الامام أحمد بن حنبل. من ذلك تأويله لحديث:"الحجر الأسود يمين الله في الأرض"، وحديث: "إني لأجد نفس الرحمن من جانباليمن"، وحديث: "قلب المؤمن بين صبعين من أصابع الرحمن") [ص 76-77].


وزعم أن مما يقرب الخلاف بين الرأيين أن الخلف قيدوا تأويلاتهم أن يكون جائزا عقلا وشرعا بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين.


وذكر أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة.


فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز في الشرع: (وهو هين كما ترى،وأمر لجأ اليه بعض السلف اليه أنفسهم. وأهم ما يجب أن تتوجه اليه هممالمسلمين الآن توحيد الصفوف) [ص 77 – 78].


تعليق: وعبارة؛ "رأي السلف" ظلم آخر الى جانب ظلمهم بنسبة التفويض اليهم.فموقف السلف ليس رأيا ارتأوه وانما هو منهج التزموه تقيدوا فيه بالأدلةالنقلية واتهموا آراءهم وعظموا نصوص الوحي، اذ لا تستوي قدم الاسلام الامع التسليم.


ولقد قال الشافعي: (أن العلم بالصفة قبولا ورداً مما لا يدرك بالعقل) [سيرأعلام النبلاء 10/80]. وقال أبو حنيفة: (لا ينبغي أن ينطق في الله بشيء منذاته ولكن يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئا). فالقضية تسليمولا إعمال للرأي فيها.


ثم إن هذه التأويلات المروية من طريق حنبل بن اسحاق عن أحمد وقد حكىالحافظ الذهبي وغيره أن لحنبل تفردات وغرائب يرويها عن الامام أحمد. وانماحكى الغزالي هذا التأويل بصيغة التمريض قائلا: (سمعت بعض أصحاب أحمديقولون...) [قواعد العقائد 135، واحياء علوم الدين 1/103].


وقد أثبت كثير من أهل العلم أن منهج أحمد عدم التأويل [انظر سير أعلامالنبلاء 11/303 و 13/51، واتحاف السادة المتقين للزبيدي 2/12 و79، طبقاتالسبكي 9/39 محققة، والملل والنحل للشهرستاني 1/137، ومناقب أحمد لابنالجوزي 155 و174، ومجموع الفتاوى 5/400].


توحيد الأمة عنده أعظم شأنا من تعطيل صفات الله:


ثم وصف مشكلة التلاعب في صفات الله التي طالما كانت عين تأويلات الجهميةوالمعتزلة والشيعة بأنها: (أمر هين) ولا توجب هذا الخلاف لأن هناك شيئاأهم عنده من قضية تحريف كلام الله والالحاد في صفاته وهو توحيد الصفوف.


ألا ليت شعري أي صفوف هذه يمكن أن تتفق وتتوحد على منهج التمييع وعدمالحزم في أصول الدين وعدم إنكار منكر {أن تقولوا على الله ما لاتعلمون}؟!أتوحيد على الباطل وتعاون على الاثم أم أنه يجب أن يكون توحيدا على الحق؟!


أي توحيد يتحقق وقد تسربت في كتب عقائد الأمة تأويلات الباطنية والجهميةوصارت معتمدة، وغدت طائفة إثبات الصفات لفظا ومعنى بحسب تفسير السلف لهاهي الطائفة المشبهة وليس لها في الاسلام نصيب - على حد قول الاستاذ البنارحمه الله -


وهذه المعالجة ثبت فشلها بالتجربة وهي لا تضع حدا للالحاد في آيات الله بليجب عنده أن يتوحد المعطل والمثبت والمشرك والموحد والمبتدع والمتشيعوالمتسنن على قلب رجل واحد وتتآلف قلوبهم بالرغم من اختلافهم في المنهجوفي أصول الدين.


وهذا مخالف لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعارض لمبدأ صيانةبناء الأمة من داخلها ومعارض لمنهج السلف في فهم النصوص وتطبيق الواقع،فقد حاربوا الخوارج أشد المحاربة وأعملوا فيهم القتل صيانة للدين بلااعتبار للوحدة المزعومة الذي ينادي به اليوم ليكون على حساب الدين. وكأنالله قال؛ وما خلقت الجن والانس الا ليتوحدوا. وكأن الصراع بين الحقوالباطل خارج الأمة وليس في داخلها باطل يستحق الانكار!


وهذه كتب الجرح والتعديل ونقد الرواة مليئة بالطعن بكثير من الرجال صيانة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ان هذا التميع وعدم الوضوح ومحاولة مسايرة المبطل والتغاضي عن باطله وجعلوحدة المسلمين أولى وأهم من إصلاح منهجهم وتقويم مسارهم ليكون على ما كانعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو الذي أوقع الأمة في فساد عظيمفصار الساكت عن شركيات الفرق المبتدعة وبدعها هو المصلح وصار المنكر عليهمهو المفسد الفتان المفرق لوحدة الأمة.


لقد بلغ التساهل بعد عهد البنا الى أسوئه حيث التغاضي عن مصائب المسلمينمن شرك وبدع وانتظار لمجيء الخلافة المنتظرة. وتآخ مع فرق أهل البدعةكالروافض وغيرهم بل وتآخ مع النصارى وظهور دعوات الى الانسانية والتنازلعن كثير من أمور الدين. ودخول في مجالس البرلمانات والمساومة مع من لايريدون مع الاسلام مساومة ولا يبالون به ولا يعترفون.


وهذه المهادنة وهذا السكوت مقابل التوحيد يقول عنه سيد قطب: (بذلك أغلقالله سبحانه مداخل الشيطان كلها وبخاصة ما يبدو منها خيرا وتأليفا للقلوبوتجميعا للصفوف بالتساهل في شيء من شريعة الله في مقابل إرضاء الجميع! أوفي مقابل ما يسمونه وحدة المسلمين) [في ظلال القرآن 2/749 نقلا عن كتابالبيعة للشيخ علي عبد الحمبد].


ويقول عن الدخول في البرلمانات تعليقا على قوله تعالى {أولئك الذين اشترواالحياة الدنيا بالآخرة}: (وقصة شرائهم الحياة الدنيا بالآخرة: هواستمساكهم بميثاقهم مع المشركين في حلف يقتضي مخالفة دينهم وكتابهم...لتحقيق بعض المغانم، وهي خطة من لا يثق بالله ولا يستمسك بميثاقه، ويجعلاعتماده كله على الدهاء ومواثيق الأرض والاستنصار بالعباد لا برب العباد،والايمان يحرم على أهله الدخول في حلف يناقض ميثاقهم مع ربهم، ويناقضتكاليف شريعتهم، باسم المصلحة أو الوقاية، فلا مصلحة الا في اتباع دينهم،ولا وقاية الا بحفظ عهدهم مع ربهم) [في ظلال القرآن 1/88] انتهى.


ولكن هل تحققت الوحدة أم بقيت آمالا وأماني؟


نعم لقد بقيت كذلك، فانه ما لم تتوحد مصادر المسلمين في العقيدة لا يتحققالتوحيد لأن التوحيد توحيد منهج يؤدي الى توحيد قلوب وليست الوحدة وحدةأجساد وأشلاء! فان كلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة.


التعصب المذهبي الحزبي:


بعد هذا الاستدراك على كتاب الاستاذ حسن البنا رحمه الله نطالع طائفة من التعصب المذهبي الذي دأب عليه بعض الداعين اليه:
·فيعتبره سعيد حوى رحمه الله بأنه وصل الى مرتبة الاجتهاد وتحققت فيه شروطها .
·ويزيدالشيخ محمد الحامد على ذلك مؤكذا أن البنا مجدد القرون السبعة الماضيةكلها. وأنه واضع نظريات العمل الاسلامي وأن كل كلمة من كلماته يجب أن ننظراليها بمنظار دقيق .
·ويزعمسعيد حوى أن الأمة ليس لها الا فكر حسن البنا اذا ما أرادوا الانطلاقالصحيح بل ولاجماعة كاملة للمسلمين الا بفكر حسن البنا ونظرياته، وأنالانطلاقة على غير فكر البنا تكون قاصرة أو مستحيلة أو عمياء .

وهذا ما جعله يصرح بأن جماعة الاخوان المسلمين لا غيرها هي التي ينبغي أنيضع المسلم يده في يدها، بل ولا يسع مسلما أن يتخلف عن الالتحاق بها .

واعتبر من فارق جماعة الاخوان فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه بناء على مافهمه من الحديث النبوي الذي احتج به: (من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلعربقة الاسلام من عنقه) .

وهذا التعصب والنظر الى الأفاضل بعين الكمال والحقد على المتعقب أو المستدرك هو أحد أسرار تخلف هذه الأمة.

ولو سار الغرب على هذا النمط من التعصب لما بنى حضارة ولكننا نحن الذينتركنا له هذا العلم ونكصنا على أعقابنا وتسلمنا منه التعصب الذي كان عليهرجل أوروبا المريض في القرون الأوروبية المظلمة وها نحن اليوم نعيش هذاالظلام وندفع ضريبته.

فعظمة الكلمة صارت عندنا بحسب عظمة قائلها. فإن كان إماما قبلت وصار المعترض عليها مكابرا متعالما طاعنا في الأفاضل.

لقد أردت بهذا المقال الوجيز تبيين ضرورة تطوير المناهج وتعديل أفكارالمصلحين وعدم الوقوف عندها وقوفا سلبيا مشابها لما عليه المذهبيونالمتعصبون الذين يأمرونك أن تتمسك بالخطأ الذي وقع فيه المذهب منذ ألفومئتي سنة ويبقى هذا التمسك الى أن تقوم الساعة.

ولا شك أن هذا التعصب يخالف مذاهب الأئمة الاربعة الذين صرحوا بأن الحديثالصحيح مذهبهم، وأنهم يقولون القول اليوم ويرجعون عنه غدا إن تكشف لهمخطؤه. وحذروا من التعصب لأقوالهم غاية التحذير وأمروا بضربها عرض الحائطإن خالفت قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولقد قال الإمام الأول لهذه الأمة: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم).

والمتعصب ليس شافعي المذهب بل الشافعي بريء منه، وهكذا ...

ونحن نسأل الله أن يرحم الاستاذ البنا رحمة واسعة وأن يجعله من أهل جناتالنعيم وأن يغفر له ما زلت به القدم أو طعن به القلم انه سميع قريب.

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفات مع "كتاب العقائد" لحسن البنا للشيخ عبد الرحمن دمشقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تحت المجهر لشيخ عبد الرحمن دمشقية 30.5.2012 ::وصال:: تسجيلي
» المصحف المرتل كاملا للشيخ محمود على البنا mp3 وعلى اكتر من سيرفر
» السيرة النبوية..للشيخ مصطفى درويش 26-9-2012 من كتاب (سيرة الرسول) للشيخ محمودالمصرى
» السيرة النبوية2..للشيخ مصطفى درويش 3-10-2012 من كتاب (سيرة الرسول) للشيخ محمودالمصرى
»  منبر خطبة الجمعة : الرشوة للشيخ عبد الرحمن السديس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهلاً وسهلاً بكم في موقع إلاصلاتى ونتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا :: ๑۩۞۩๑ الـــــردعلى الشبــهات ๑۩۞۩๑-
انتقل الى: