على هامش اعتصام أنصار الشيخ / حازم!!
كعادته في قراءة ما بين الأسطر؛ دعا الشيخ / حازم صلاح أنصاره إلى تعليق الاعتصام لمدة أربعة أيام؛ كي يتيح الفرصة أمام البرلمان للاعتراض على المادة 28 وفي اعتقادي أنه ما قام بذلك؛ إلا لكي يحمل المجلس العسكري والبرلمان أي عواقب وخيمة؛ يمكن أن تترتب على محاولة فض هذا الاعتصام!!
ومن وجهة نظري المتواضعة، فإن الأمور تتراوح ما بين اللامبالاة الغير متوقعة من البرلمان المخيب للآمال وعلى رأسهم الكتاتني (هداه الله)!! وبين النظرة الاستعلائية والاستكبارية من قادة المجلس العسكري لهذا الاعتصام، باعتباره مناصرة لألد أعدائه، وهو الشيخ / حازم صلاح الذي لم يخف نيته في العزم على محاسبتهم، ومحاسبة كل فاسد حال وصوله إلى الحكم بإذن الله عمَّا قريب!!
وبالتالي، فإن الأمر لا يقتصر من هذا المجلس على مجرد الاستعلاء والكبر فحسب، وإنما على عداءٍ مستحكمٍ، وبغضٍ متأصلٍ تجاه الشيخ؛ نظراً لوضوح منهجه وأجندته، وقدرته على حصد هذا التأييد الشعبي الكاسح من المتعطشين حقاً، للعيش بعزة وكرامة!! وهو ما يتناقض تماماً مع أجندة العملاء!!
وبالنظر إلى الأمور من أعلى؛ فإن هذا المجلس المتغابي والبرلمان المستغفل، لا يمكنهما بحال تصور ما يمكن أن تؤول إليه الأحداث؛ حال تماديهما في تلك اللامبالاة!! إذ من الممكن أن تصل إلى حدودٍ أبعد بكثير مما يتخيلون!!
فقد يجعل الله من هذا الاعتصام الرمزي على ضآلته، سبباً في استدراج المجلس المستكبر إلى زواله؛ بحيث يكون بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير!!
وذلك حال تماديه في الاستخفاف بهذا الاعتصام، أو توهم إمكانية القيام بفضه بالقوة العسكرية!! فإذا ما أقدم بالفعل على ذلك؛ سيكون قد ارتكب حماقة لا تُغتفر!! إذ سيُقابل بنوعيات جديدة من الشباب المهيأ أصلاً لردة الفعل العنيفة؛ بسبب غضبه من استمرار عمليات التزوير، تماماً كما كان الحال في عهد البائد مبارك!!
فتتلاقى رغبته في الانتقام مع غضبة الكثير من أبناء الشعب المصري الذين تبين لهم بما لا يدع مجالاً للشك، أننا لا زلنا في المربع الأول، وأن وطنهم لا يزال يرزخ تحت حكم براثن النظام الفاسد!! وأن رموزه هي التي لازالت تسيطر تماماً على مجريات الأمور!!
فتتحول هذه الغضبة إلى كرة ثلج كبيرة؛ سيتعاظم حجمها مع مرور الأيام؛ لتشكل ملامح ثورة حقيقة؛ تنتزع حقوقها بالقوة لا بالمذلة والاستجداء!!
وحيينها لن تكون هناك بواكي على المجلس العسكري، الذي توهم إمكانية استمراره في مسلسل خداع الشعب المصري؛ حتى يسلبه جميع مكتسبات الثورة!!
وأتوقع أن يظهر من بين صفوف الجيش أحرارٌ أطهارٌ؛ أسأل الله أن يستطيعوا إحكام القبضة على البلاد؛ قبل أن تتسع رقعة العنف والتخريب فيها (نسأل الله العفو والعافية) وحتى لا تدخل البلاد في مسلسل دامي، لا يمكن لأحدٍ بحال التنبأ بعقباه!!
هذا ونرجو من الله عز وجل؛ أن يسلم البلاد والعباد من شر كل فتنة، وأن يحول بين الخونة وبين تنفيذ مخططاتهم القذرة التي ينسجونها في جنح الظلام؛ للإيقاع بالبلاد في مختلف أنواع الفتن والبلايا؛ حتى ينفدوا بسرقاتهم، ويفلتوا من العقاب على جرائمهم الشنعاء!!
منقول