أهلاً وسهلاً بكم في موقع إلاصلاتى ونتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا
أخى الزائر / أختى الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة الموقع
سنتشرف بتسجيلك
شكراً
إدارة الموقع ||



أهلاً وسهلاً بكم في موقع إلاصلاتى ونتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةموقع إلاصلاتىالأحداثالتسجيلالمنشوراتدخولأحدث الصور

 

 أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم الاسلام
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
خادم الاسلام



أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله Empty
مُساهمةموضوع: أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله   أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله Icon_minitime12/9/2011, 3:08 am


أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله

بقلم : أحمد توحيد
خرج علينا
السخيف أبو حمالات بمقال من مقالاته المسمومة كعادته للطعن فى الصحيحين
البخارى ومسلم للهجوم على السلفيين بشكل لا مثيل له يعبر عن بغض هذا الرجل
لكل ما هو إسلامى .

تحدث إبراهيم عيسى فى مقالته المنشورة بجريدة
الدستور بتاريخ 31/8/2011 عن تطبيق الخلافة عند السلفيين بأنه يجب أن يكون
الخليفة من قريش ، واستشهد فى مقاله بما دار فى سقيفة بنى ساعدة ليقوم
بتلبيس الحق بالباطل كعادته وقبل أن نخوض فى الرد على مقاله السخيف يجب
أولا أن نعرف ماذا حدث فى السقيفة .

بعد وفاة النبي صلى الله عليه
وسلم بدأ المسلمون يفكرون فى أمر خليفتهم بعد رسول الله فقام الانصار
بترشيح رجلاً منهم هو الصحابي الجليل: سعد بن عبادة رضي الله عنه وأرضاه،
وذلك اعتقاداً منهم أن الخلافة يجب أن تكون فيهم على اعتبار أنهم نصروا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هجرته من مكة إلى المدينة .

دخل أبو
بكر و عمر و أبو عبيدة رضي الله عنهم أجمعين إلى السقيفة و عرضوا طرحاً
جديداً في هذا الأمر، وهو: ترشيح رجل من المهاجرين، وكانت حجة المهاجرين في
ذلك الأمر: أن العرب جميعاً لن تسمع وتطيع إلا لرجل من قريش؛ لكون الرسول
صلى الله عليه وسلم منهم، ولكونهم أوسط العرب داراً ونسباً.والعرب في
المعتاد لا يألفون أن يتأمر عليهم رجل من خارج قبيلتهم، لكنهم قد يقبلون
برجل من قريش لمكانتها القديمة في النفوس، والتي زادت ولاشك بخروج الرسول
صلى الله عليه وسلم فيهم.ودارت نقاشات وجدالات طويلة بين المهاجرين
والأنصار، وكانت الحجة أقوى وأظهر في صف المهاجرين، ولم ترجح الكفة بكاملها
في صف المهاجرين إلا عندما لمس أبو عبيدة بن الجراح أمين الأمة قلوب
الأنصار، وذكرهم بتاريخهم المجيد، وأنهم دائماً كان يؤوونه وينصرونه، فلا
داعي أن يكونوا أول من يبدلون ويغيرون.

فاستجاب الأنصار لنداء أبي
عبيدة رضي الله عنه وأرضاه، و بدءوا يتسابقون إلى الموافقة على ترشيح رجل
من المهاجرين، وقام أكثر من صحابي من الأنصار يؤيد هذا التوجه.كل هذا
الموقف حصل وسعد بن عبادة رضي الله عنه وأرضاه جالس لا يتكلم، ولاشك أنه
كان عنده صراع داخلي عنيف بين رأي الأنصار ورأي المهاجرين، ووجد فجأة أن
الأمور تصير في اتجاه ترشيح رجل من المهاجرين، وبرغم هذا لم يعترض ولا
بكلمة واحدة إلى هذه اللحظة سعد بن عبادة ، ولم يتكلم كلمة واحدة منذ دخول
المهاجرين، ومع ذلك فـأبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه الرجل الخبير
المحنك كان يرقبه ويشعر بالصراع الذي بداخله، وهو صراع طبيعي جداً، صراع
لرجل كان مشرحاً لخلافة الدولة بكاملها منذ ساعة واحدة فقط، فإذا بغيره
يرشح.وهنا أراد الصديق رضي الله عنه أن يلقي بالحجة البينة الظاهرة، والتي
لا تبقي شكاً في قلب أحد، والتي تريح في نفس الوقت قلب سعد بن عبادة رضي
الله عنه وأرضاه، فقال الصديق رضي الله عنه وأرضاه يخاطب سعد بن عبادة
بذاته: لقد علمت يا سعد ! أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد،
يعني: هناك حديث للرسول عليه الصلاة والسلام قاله في وجود أبي بكر وفي وجود
سعد بن عبادة ، وهنا أبو بكر يذكر سعد بن عبادة رضي الله عنهما
بالحديث.وواضح أن سعد بن عبادة رضي الله عنه وأرضاه نسي هذا الحديث، إما
لبعد الفترة، وإما لعدم فقه الحديث، وإما للحزن على رسول الله صلى الله
عليه وسلم أو للمرض، أو لغيره من الأسباب.قال الصديق رضي الله عنه وأرضاه:
لقد علمت يا سعد ! أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: (قريش
ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجر الناس تبع لفاجرهم)، وهذا
قانون وضعه صلى الله عليه وسلم (قريش ولاة هذا الأمر) قانون صريح جداً،
ورغم كل المحادثات والمجادلات والحوارات التي حدثت في السقيفة ومع كل هذا
الجدال رد سعد بن عبادة على أبي بكر الصديق بكلمة عجيبة، وفي بساطة غريبة
فقال: صدقت، أنتم الأمراء ونحن الوزراء، هكذا في بساطة، فالكلمة الوحيدة
التي قالها سعد بن عبادة منذ دخل المهاجرون إلى السقيفة إلى هذه اللحظة هي:
صدقت، أنتم الأمراء ونحن الوزراء هكذا قالها في بساطة، وهكذا سعد بن عبادة
رأس الأنصار وكبيرهم وزعيمهم والمرشح الأول للخلافة قطع بخلافة قريش دون
الأنصار. هذا الحدث لابد أن نقف أمامه وقفة طويلة؛ لأنه حدث فريد، فتعالوا
نحلل هذا الموقف العجيب في التاريخ الإسلامي، ونحاول أن نخرج منه بعض
الدروس:أولاً: الحديث الذي ذكره الصديق رضي الله عنه وأرضاه هو تشريع واضح
من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأمر الذي فيه تشريع ليس فيه اجتهاد .

هناك
شبهة تافهة أثارها بعض المستشرقين وهي: أن هذا الحديث قد يكون من اختلاق
الصديق ؛ لكي يرجح كفة المهاجرين في النقاش الدائر في سقيفة بني ساعدة،
وطبعاً واضح أن المستشرقين لم يفتقروا إلى العلم والفقه فقط، بل يفتقرون
أيضاً إلى الأدب، وواضح أنهم لا يعلمون شيئاً عن الصديق ولا عن الصحابة،
ولا عن عدالة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.ثم ألم يرو الحديث من طرق أخرى
كثيرة غير طريق الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وعن طريق بعض الأنصار أيضاً،
وجاءت في كتب الصحاح والسنن في أكثر من موضع؟ ثم هل كان يسكت الأنصار إذا
شكوا في الأمر؟ أكانت تعوزهم الحجة أو القوة؟ أكانوا يتركون ملكاً لحديث
مشكوك فيه؟ فماذا قال المستشرقون؟ قالوا: الأنصار استحوا من أبي بكر ،
فنقول لهم: ألم تقولوا عنهم منذ قليل: إنهم طلاب دنيا وسلطان، أيستحيي طالب
الدنيا من أن يقول لرجل يأخذ ملكه: هات الدليل على صدق ما تقول؟ أليس
انصياع الأنصار التام دليلاً على نبل أخلاقهم وقيمهم من ناحية، ودليلاً على
ارتفاع الصديق رضي الله عنه وأرضاه فوق مستوى الشبهات من ناحية أخرى؟ هذا
والله! أراه حقاً لا ريب فيه، لكن فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46].

المصدر
:

( سلسلة الصديق_استخلاف الصديق ) للدكتور : (راغب السرجاني )


الجزء الثانى
تااااااابع
!
!



عدل سابقا من قبل خادم الاسلام في 3/9/2011, 3:31 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم الاسلام
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
خادم الاسلام



أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله   أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله Icon_minitime12/9/2011, 3:09 am




بقلم : أحمد توحيد
الناظر في
شروح العلماء لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأئمة من قريش" ، يلحظ
وبشكلٍ واضحٍ وملموس أنه طرأ تحوّلٌ في فهم الحديث وأسلوب تناوله. فقد
كانت قريش صاحبة السيادة والرّيادة بين الناس، فناسبَ أنْ تكون الإمامة
فيهم، لأنّ الناس اعتادوا على التبعيّة لها. غير أنّ هذه المكانة بدأت
تتراجع، ولم يعُد الناس تبعاً لها كما كانوا بالأمس. ومع اهتزاز مكانة قريش
وجدنا أنّ مفهوم الحديث بدأ يتغير في نظر شرّاحه، فبينما كان جمهور
السابقين يقولون بشرط القرشية في الإمام، فإنه لا يوجد الآن تقريباً من
يقول بهذا الشرط.
وسوف نخرج من هذا البحث بأن القرشية هي شرط أفضلية
وكمال لا شرط صحة، فإذا اجتمع قرشيٌّ وغير قرشيّ وفيهما الشروط نفسها
والكفاءة نفسها، يقدَّم القرشيّ، وإنْ تميّز الآخر على القرشيّ بصفاته وكان
أكثر أهلية لهذا المنصب فهو أحقُّ به، ولا عبرة بقرشيّة الأول. فالإمامة
ليست محصورة فيهم، بل يجوز أنْ يكون الإمام قرشياً وغير قرشيّ. وهو الأمر
الذي يُفهم من ورود بعض الروايات بشكلٍ مقيَّد يشير إلى أن الإمامة ليست في
قريش بشكلٍ مطلق، وأنما هي فيهم ما استقاموا على أمر الله، وإلا سقط حقهم
في الخلافة. فالقضية ليست قضية عشيرة ونسب، لأن ذلك ليس من مقاصد الإمامة،
وإنما من مقاصدها قوّة النفوذ وهيبة السلطان لتحقيق المصلحة للأمة ودفع
الشر عنها.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : " الأئمة من قريش " .
ويبدو لي أنّ هذا النص هو الجزء الأول
من حديث مُطوّل رواه الكثير من أصحاب كتب الحديث. والذي جاء فيه أنّ أنس بن
مالك رضي الله عنه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب
البيت ونحن فيه، فقال: «الأئمة من قريش، إنّ لي عليكم حقاً، ولهم عليكم
حقاً مِثلَ ذلك، ما إن استُرْحموا رَحموا، وإنْ عاهدوا وفَّوْا، وإنْ حكموا
عدلوا، فمنْ لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» .

وجاء الحديث السابق في إحدى روايات الإمام أحمد عن أبي برزة بلفظ
«الأمراء من قريش» . ورواه ابن أبي عاصم عن عمرو بن العاص بلفظ «الخلافة في
قريش إلى قيام الساعة» .
ورُوي هذا الحديث بصيغٍ أخرى مختلفة عند
البخاري ومسلم ، ولكن بدون لفظ
«الأئمة من قريش». ففي صحيح البخاري عن
ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا
يزالُ هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» وزاد مسلم «لا يزال هذا الأمر
في قريش ما بقيَ منَ الناس اثنان» . وفي رواية مقيّدة عند البخاري " إنّ
هذا الأمر في قريش، لا يُعاديهم أحد إلا كبَّه الله على وجهه ما أقاموا
الدين" .
ورَوى مسلم في كتاب الإمارة، عن أبي هريرة وعن جابر بن عبد
الله ـ رضي الله عنهما ـ أنّ رسول صلى الله عليه وسلم قال: «الناس تبعٌ
لقريش في هذا الشأن، مسْلمُهم لمُسلِمِهم، وكافرُهم لكافرِهم» وفي رواية
«الناس تبعٌ لقريش في الخير والشر» .
وبتفصيلٍ أكثر للحاكم في مستدركه،
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«الأئمة من قريش، أبرارُها أمراءُ أبرارِها، وفجارُها أمراءُ فجارِها،
ولكلٍّ حق، فآتوا كلَّ ذي حقّ حقَّه، وإنْ أمّرتُ عليكم عبداً حبشياً
مجدعاً، فاسمعوا له وأطيعوا، ما لم يُخيَّر أحدكم بين إسلامه وضربِ عنقه،
فإنْ خُيرَ بين إسلامه وضرب عنقه فليقدّم عنقَه، فإنه لا دنيا له ولا آخرة
بعد إسلامه» .
المقصود بالإمامة في الحديث
قال الراغب:
"الإمام: المؤتمّ به، إنساناً كان يُقتدى بقوله أو فعله، أو كتاباً، أو غير
ذلك، مُحقّا كان أو مُبْطِلا ً" .
وجاء في لسان العرب: "أمَّ القومَ
وأمَّ بهم: تقدمهم، وهي الإمامة. والإمام كل من ائتَمَّ به قومٌ، كانوا على
الصراط المستقيم أو كانوا ضالين" .
هذا هو مفهوم الإمامة في اللغة. فهل
الإمامة الواردة في الأحاديث هي بمعناها اللغوي الشامل ؟ أم هي الإمامة
العظمى ؟
نورد فيما يلي أهم أقوال العلماء في ذلك:
يُفهم من كلام
النووي (ت 676هـ) في ردّه على القاضي عياض؛ أنّ المقصود بالإمامة المفهوم
العام لها وليس فقط الخلافة كما يرى القاضي عياض (ت544هـ). يقول: "قال
القاضي عياض: استدل أصحاب الشافعي بهذا الحديث على فضيلة الشافعي. قال: ولا
دلالة فيه لهم؛ لأن المراد تقديم قريش في الخلافة فقط. قلت: هو حجة في
مزيّة قريش على غيرهم، والشافعي قرشيّ" .
ونصّ كل من ابن حجر
العسقلاني (ت852هـ) والسيوطي (ت911هـ) على أنّ المراد بالإمامة هنا
الخلافة.
وهو على خلاف ما ذهب إليه المناوي (ت1031هـ) الذي يقول:
"لفظ الأئمة جمع تكسير معرّف باللام، ومحله العموم على الصحيح، وبه احتج
الشيخان يوم السقيفة، فقبله الصحب وأجمعوا عليه ... قال السبكي: وفيه شاهد
للشافعي بالإمامة، بل بانحصار الإمامة، لأنّ الأئمة من قريش يدل بحصر
المبتدأ على الخبر عليه. ولا يعني بالإمامة إمامة الخلافة فحسب؛ بل هي
وإمامة العلم والدين" .
بينما يرى الشوكاني (ت1250هـ) أنّ الإمامة
هنا هي الخلافة. يقول: "فهذه الألفاظ تدل على أنّ المراد الإمامة
الإسلامية، وأما أمر الجاهلية فقد انقرض. ومن جملة ما يدل على هذا أحاديث
«الأئمة من قريش» كما ذكرنا. ومن جملة ما يدل على ذلك قوله: «الخلافة بعدي
ثلاثون عاماً، ثم مُلك بعد ذلك» وهو حديث حسن. ومعنى الخلافة معنى الإمامة
في عرف الشرع. هؤلاء الذين نصّ النبي صلى الله عليه وسلم على خلافتهم هم
الخلفاء الأربعة. وليس المراد هنا هو المعنى اللغوي الشامل لكل من يأتم به
الناس ويتبعونه على أي صفة كان، بل المراد بالإمامة الإمامة الشرعية " .
2.
مفهوم التبعية لقريش
جاء في رواية مسلم للحديث «الناس تبع لقريش في
الخير والشر» وفي رواية أخرى له «مسلمُهم لمسلمِهم وكافرُهم لكافرِهم». فما
المقصود بهذه التبعية ؟ وكيف تكون في الخير والشر ؟
قال النووي
(ت676هـ): "وأمّا قولُه صلى الله عليه وسلم «الناس تبع لقريش في الخير
والشر» فمعناه: في الإسلام والجاهلية، كما هو مصرَّح به في الرواية الأولى
لأنهم كانوا في الجاهلية رؤساء العرب، وأصحاب حرم الله، وأهل حج بيت الله.
وكانت العرب تنظر إسلامهم؛ فلما أسلموا وفتحت مكة تبعهم الناس، وجاءت وفود
العرب من كل جهة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً. وكذلك في الإسلام هم
أصحاب الخلافة، والناس تبع لهم. وبيّن صلى الله عليه وسلم أنّ هذا الحكم
مستمرٌ إلى آخر الدنيا ما بقي من الناس اثنان. وقد ظهر ما قاله صلى الله
عليه وسلم ؛ فمن زمنه صلى الله عليه وسلم إلى الآن الخلافة في قريش، من غير
مزاحمةٍ لهم فيها، وتبقى كذلك ما بقي اثنان كما قال صلى الله عليه وسلم " .
و
إلى ذلك ذهب ابن حجر العسقلاني (ت852هـ) حين قال: "وقوله: وكافرُهم تبع
لكافرِهم، وقعَ مصداقُ ذلك؛ لأن العرب كانت تعظّم قريشاً في الجاهلية
بسكناها الحرم، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الله، توقف
غالب العرب عن اتباعه، وقالوا: ننظر ما يصنع قومُه، فلما فتح النبي صلى
الله عليه وسلم مكة وأسلمت قريش، تبعتهم العرب، ودخلوا في دين الله أفواجا،
واستمرت خلافة النبوة في قريش، فصدَق أنّ كافرَهم كان تبعاً لكافرِهم،
وصار مسلمُهم تبعاً لمسلمِهم" .
ويُلحظ في قول النووي السابق بأنه يرى
أنّ الخلافة مستمرة في قريش إلى قيام الساعة، وهي كذلك منذ عهدها الأول حتى
العصر الذي عاشه النووي. وتعقبه على قوله منَ المُحْدَثين الدكتور يحيى
إسماعيل فقال: "ولأنها استمرت -بحمد الله- هكذا في قريش، لم تقع في غيرهم
حتى وقت حياته فقد ظنّ -رحمه الله- أنّ الريح ستكون على ما كانت؛ فحمله هذا
الظن على تأويلٍ خُولِف ... إنّ الذي حمله على هذا عدم اعتباره للقيد الذي
أوردناه آنفاً حيث إنه لم يكن قد صدّقه الواقع ثمت، وقد صدّق الزمان القيد
وخالف تأويل النووي، فقد وقعت الخلافة آخراً في آل عثمان الأتراك. ولا
يمكن الاعتذار عن ذلك بأنها في آل عثمان كانت خلافة مُلك، فإنها في قريش
بعد الراشدين كانت كذلك في أغلب أحوالها" .
3. دلالة الصيغة التي وردت
بها روايات الحديث
إنّ للصيغة التي وردت بها الأحاديث علاقة بالخلاف
الواقع في مفهومها. فهل وردت الأحاديث بصيغة الخبر أم بصيغة الأمر ؟ وعلى
ماذا يدل ذلك ؟
يرى ابن حزم الظاهري (ت456هـ) أنّ لفظة «الأئمة من
قريش» هي لفظة جاءت بصيغة الخبر، ومع ذلك فإنه يرى أنّ هذا الخبر "إنْ كان
معناه الأمر؛ فحرامٌ أنْ يكون الأمر في غيرهم أبداً، وإنْ كان معناه معنى
الخبر؛ فمن لم يكن من قريش فلا أمر له وإن ادّعاه" .
بينما يرى ابن حجر
العسقلاني (ت852هـ) أنّ الصيغة تحتمل الأمر وتحتمل الخبر. يقول: "ويُحتمل
أن يُحمل المطلق على المقيد في الحديث الأول ويكون التقدير لا يزال هذا
الأمر؛ أي لا يُسمى بالخليفة إلا من يكون من قريش؛ إلا أنْ يُسمّى به أحد
من غيرهم غَلَبةً وقهراً. وإما أنْ يكون المراد بلفظه الأمر وإنْ كان لفظه
لفظ الخبر" .
أما المناوي (ت1031هـ) فهو يرى أنها جاءت على صيغة
الخبر لا الأمر؛ وبالتالي فإنه لا يترتب عليها حُكم. يقول: "هذا على جهة
الإخبار عنهم لا على طريق الحُكم فيهم؛ أي إذا صَلُح الناس وبرّوا وَلِيَهم
الأخيار، وإذا فسدوا وفجروا ولِيهم الأشرار، وهو كحديثه الآخر: كما تكونوا
يُوَلّى عليكم" .
وإذا انتقلنا إلى المُحْدَثين وجدنا أنّ الدكتور
يحيى إسماعيل قد تعقب ابن حزم فيما ذهب إليه مِنْ أنّ الصيغة إنْ كانت دالة
على الأمر فحرامٌ أنْ يكون الأمرُ في غيرهم أبدا، وإنْ كانت دالة على
الخبر؛ فمن لم يكن من قريش فلا أمرَ له وإن ادّعاه. إذْ كيف يجعل ابن حزم
المعنى واحداً سواءً كانت الصيغة تدل على الأمر أو الخبر .
أمّا
الشهيد عبد القادر عودة؛ فقد رجح كون معظم الأحاديث جاءت بصيغة الخبر فلا
يترتب عليها أحكام. يقول: "إنّ الأحاديث كلها وردت بصيغة الخبر، عدا حديث
«استقيموا لقريش ما استقاموا لكم» وحديث «قَدِّموا قريشاً ولا تَقَدَّموها»
فإنهما وردا بصيغة الأمر. والأحاديث الواردة بصيغة الخبر ليست أحكاماً،
وإنما هي أخبار عن حال قريش وما يحدث لها، ومجموعها يفيد أنّ الإمامة ستكون
فيهم ما أطاعوا الله، ولو بقي من الناس اثنان، فإذا عصوا الله بعث عليهم
من يُقصيهم عنها. أما الحديثان الواردان بصيغة الأمر؛ فقد جاءا ببيان ما
يجب على الأمة من معاملة قريش ما دامت مستقيمة على أمر الله " .

ثانياً: هل الإمامة مقصورة على قريش ؟
يُعدّ هذا الموضوع هو
لبّ القضية التي يدور حولها الحديث. فقد اهتم علماؤنا منذ القِدَم بمنصب
الإمامة، والشروط الواجب توفرها في الإمام ليكون مستحقاً لهذا المنصب؛ لما
لهذا المنصب من خطورة وحساسية؛ لكون صاحبه متحكماً بأمور الأمة ومتصرفاً في
شؤونها. فوضعوا للإمام شروطاً، أهمها: (الإسلام، التكليف، الذكورة، سلامة
الأعضاء، العلم والاجتهاد، العدالة، الكفاية الجسمية والنفسية، القرشية).
وهذا الشرط الأخير هو الذي يدور حوله الحديث الذي نتناوله بالبحث في هذه
الدراسة. فهل الإمامة في قريش وحدها ؟ بمعنى: هل هي مقصورة عليهم دون غيرهم
؟ وهل هذا الشرط باقٍ حتى يومنا هذا ؟ أم أنه زال بزوال مجد قريش ؟ هذه
الإشكاليات سنحاول الوقوف عليها بشيء من التفصيل، من خلال أقوال المتقدمين
والمتأخرين حول مفهوم الحديث.
1. أقوال المتقدمين
يقول الباقلاني
(403هـ) وهو يتكلم عن صفات الإمام: "يجب أن يكون على أوصافٍ، منها أنْ يكون
قرشياً في الصميم" .
ويؤكد البغدادي (ت429هـ) ضرورة وجود هذا الشرط
بقوله: "دليل أهل السنة على أنّ الإمامة مقصورة على قريش ، قول النبي صلى
الله عليه وسلم : «الأئمة من قريش».
ولهذا الخبر سلّمت الأنصار الخلافة
لقريش يوم السقيفة ؛ فحصل بالخبر وإجماع الصحابة الدليل على أن الخلافة لا
تصلح لغير قريش، ولا اعتبار بخلاف من خالف الإجماع بعد حصوله" . وينسب
البغدادي هذا الرأي إلى أبي حنيفة والشافعي .
وهذا ما أكده الماوردي
(ت450هـ) بقوله: "أمّا النسب؛ فهو أن يكون من قريش؛ لورود النص فيه،
وانعقاد الإجماع عليه" .
كما بالغ ابن حزم الأندلسي (456هـ) في
التشديد على هذا الشرط، لدرجة أنه ينفي الإمامة عن كل من لم يكن قرشياً.
يقول: "ولا تحلّ الخلافة إلا لرجلٍ من قريش، من ولد فهر بن مالك، منْ قِبَل
آبائه ... إذ لو جاز أنْ يوجد الأمر في غير قريش؛ لكان تكذيباً لخبر النبي
صلى الله عليه وسلم وهذا كفرٌ ممن أجازه. فصحّ أنّ منْ تَسَمّى بالأمر
والخلافة من غير قريش، فليس خليفة ولا إماماً ولا أمرَ له؛ لتعديهم حدود
الله تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
وقال أبو يعلى
الفراء (458هـ): "وأمّا أهل الإمامة فيُعتبر فيهم أربعة شروط: أحدها أنْ
يكون قرشياً من الصميم ... وقد قال أحمد في رواية: لا يكون من غير قريش
خليفة " .
أما إمام الحرمين الجويني (ت478هـ) فقد كانت له وقفة أخرى
مع هذا الموضوع، فقد اعترض على القائلين بتواتر هذا الحديث فقال: "وهذا
مسلك لا أوثره؛ فإنّ نَقَلَة هذا الحديث معدودون، لا يبلغون مبلغ عدد
التواتر" .
فهو لا يقبل الاستدلال بهذا الحديث، وينكر اقتضاءه العلم
باشتراط النسب في الإمامة. ويرى أنّ هذا الشرط ليس له مستندٌ لا من النقل
ولا من العقل. يقول: "ولسنا نعقلُ احتياج الإمامة في وضعها إلى النسب. ولكن
خصص الله هذا المنصب العليّ، والمرقب السَّنيّ بأهل بيت النبي، فكان ذلك
من فضل الله يؤتيه من يشاء" .
وزاد الجويني على ذلك بأنْ فضّلَ غير
القرشي على القرشي إذا كان أكثر أهلية لهذا المنصب. يقول: "إذا وُجد قرشي
ليس بذي دراية، وعاصره عالم تقيّ، يُقَدّم العالم التقي. ومن لا كفاية فيه؛
فلا احتفال به، ولا اعتداد بمكانه أصلاً" .
وعلى الرغم من إنكار
الجويني لتواتر هذا الحديث؛ إلا أنه حاول أن يضع له تعليلاً. يقول: "فالوجه
في إثبات ما نحاوله في ذلك، أنّ الماضين ما زالوا بايحين باختصاص هذا
المنصب بقريش، ولم يتشوّف قط أحد من غير قريش إلى الإمامة، على تمادي
الآماد وتطاول الزمان، مع العلم بأن ذلك لو كان ممكناً، لطلبه ذوو النجدة
والبأس، وتشمّر في ابتغائه عن ساق الجدّ أصحاب العَدد والعُدد، وقد بلغ
طلاب المُلك في انتحاء الاستعلاء على البلاد والعباد أقصى غايات الاعتداء،
واقتحموا في رَوْم ما يحاولونه المهاوي والمعاطب والمساوئ، وركبوا الأغرار
والأخطار، وجانبوا الرفاهية والدّعة والأوطان، فلو كان إلى ادّعاء الإمامة
مسلك، أو له مدرك، لزاوله مُحقّون أو مُبطلون، من غير قريش، ولما اشرأبّ
لهذا المنصب المارقون في فسطاط مصر، اعْتَزَوْا أولاً إلى شجرة النبوة على
الافتراء، وانتموا انتماء الأدعياء، وبذلوا حرائب الأموال للكاذبين
النسّابين، حتى ألحقوهم بصميم النسب. فهذا ما تطابقت عليه مذاهب طبقات
الخلق، وقد تصدّى للإمامة ملوك من قريش، وإن لم يكونوا على مرتبة مرموقة في
العلم؛ والسبب فيه أنّ العلم يدّعيه كل شادٍ مستطرف، فإذا انضمت أبّهة
الملك إلى قليل من العلم، لم يستطع أحدٌ نسبة المَلك إلى العُرُوّ عن
العلم. والنسب مما لا يمكن ادّعاؤه؛ فلمْ يَدّع – لذلك – الإمامة منْ ليس
نسيباً" .
وقال ابن الجوزي (597هـ): "فجعل الله الرياسة والإمارة فيهم –
أي قريش – ثم ساق الأحاديث النبوية الواردة في ذلك" .
وقال العز بن
عبد السلام (ت660هـ): "وشَرْطٌ في الأئمة أنْ تكون أفضل الأمة، لأن ذلك
أقرب إلى طواعيتهم على المساعدة في طلب المصالح ودرء المفاسد، وأمر بطواعية
الأفاضل بشرط أن يكون الأئمة من قريش، لأن الناس يبادرون إلى طواعية
الأفاضل في الأنساب والأحساب والدين والعلم، ويتقاعدون عن طواعية الأراذل،
بل يتقاعدون عن طواعية أمثالهم، فما الظن بمن هو دونهم" .
أما النووي
(ت676هـ)، فيرى "أنّ الخلافة مختصة بقريش، لا يجوز عقدها لأحد من غيرهم،
وعلى هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابة، فكذلك بعدهم. ومن خالف فيه من أهل
البدع، أو عرض بخلاف من غيرهم؛ فهو محجوج بإجماع الصحابة والتابعين فمن
بعدهم بالأحاديث الصحيحة" . ثم نقل النووي عن القاضي قوله بأن اشتراط كون
الإمام قرشياً "هو مذهب العلماء كافة .. وقد احتج به أبو بكر وعمر – رضي
الله عنهما – على الأنصار يوم السقيفة، فلم ينكره أحد .. وقد عدّها العلماء
في مسائل الإجماع، ولم يُنقل عن أحدٍ من السلف فيها قول ولا فعل يخالف ما
ذكرنا، وكذلك مَنْ بعدهم في جميع الأعصار .. ولا اعتداد بقول النظّام ومن
وافقه من الخوارج أهل البدع أنه يجوز كونه من غير قريش، ولا بسخافة ضرار بن
عمرو في قوله: إنّ غير القرشي من النبط وغيرهم، يُقَدّم على القرشي؛ لهوان
خلعه إنْ عَرَضَ منه أمر، وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه، مع ما هو
عليه من مخالفة إجماع المسلمين" .
أمّا ابن خلدون (ت808هـ) فكان له
رأيٌ خاص في هذا الموضوع، فقد اعتبر أنّ حديث «الأئمة من قريش» راعى ما كان
لقريش في عصره من القوة والعصبية التي تقوم عليها الخلافة أو الملك. وهذا
يعني أنّ حقّ قريش في الخلافة قد زال بزوال قوتها وغلبتها. يقول في ذلك:
"لأنّ قريشاً كانوا عُصبة مُضر وأصلهم وأهل الغلب فيهم، وكان سائر العرب
يعترف لهم بذلك، فلو جعل الأمراء من سواهم لتُوقع افتراق الكلمة بمخالفتهم
وعدم انقيادهم، ولا يَقدِر غيرهم من قبائل مضر أن يردهم عن الخلاف ولا
يحملهم على الكره، فتفترق الجماعة وتختلف الكلمة، والشارع مُحذِّر من ذلك
حريص على اتفاقهم، بخلاف ما إذا كان الأمر في قريش؛ لأنهم قادرون على سَوْق
الناس بعصا الغلب إلى ما يُراد منهم، فلا يُخشى من أحد خلاف عليهم ولا
فرقة؛ لأنهم كفيلون حينئذٍ بدفعها ومنع الناس منها، فاشترط نسبهم القرشي في
هذا المنصب وهم أهل العصبية القوية؛ ليكون أبلغ في انتظام الملّة واتفاق
الكلمة، وإذا انتظمت كلمتهم انتظمت بانتظامها كلمة مُضر أجمع؛ فأذعن لهم
سائر العرب، وانقادت الأمم سواهم إلى أحكام الملة، ووطئت جنودهم قاصية
البلاد؛ كما وقع في أيام الفتوحات واستمر بعدها في الدولتين إلى أن اضمحلّ
أمر الخلافة وتلاشت عصبية العرب. فإذا ثبت أن اشتراط القرشية إنما هو لدفع
التنازع بما كان لهم من العصبية والغلب، وعلمنا أنّ الشارع لا يخص الأحكام
بجيل ولا عصر ولا أمة، علمنا أنّ ذلك إنما هو من الكفاية فرددناه إليها
وطلبنا العلة المشتملة على المقصود من القرشية، وهي وجود العصبية، فاشترطنا
في القائم بأمور المسلمين أن يكون من قوم أولي عصبية غالبة على من معها
لعصرها، وإذا نظرتَ سر الله في الخلافة لم تعد هذا؛ لأنه سبحانه إنما جعل
الخليفة نائباً عنه في القيام بأمور عباده ليحملهم على مصالحهم ويردهم عن
مضارهم، وهو مخاطب بذلك، ولا يخاطب بالأمر إلا من له قدرة عليه، ثم إن
الوجود شاهد بذلك؛ فانه لا يقوم بأمر أمّة أو جيل إلا من غلب عليهم، وقلّ
أن يكون الأمر الشرعي مخالفاً للأمر الوجودي" .
وذكر أبو يحيى
الأنصاري (ت926هـ) أن من شروط الإمام أن يكون "قرشياً لخبر النسائي «الأئمة
من قريش» فإنْ فقد فكناني، ثم رجل من بني إسماعيل، ثم عجمي على ما في
التهذيب، أو جرهميّ على ما في التتمة، ثم رجل من بني إسحاق" .
وذكر
الخطيب الشربيني (ت997هـ) مثل ذلك فقال في تعداده لشروط الإمامة: "خامسها
كونه قرشياً؛ لخبر النسائي «الأئمة من قريش» وبه أخذ الصحابة ومن بعدهم،
هذا عند تيسّر قرشي جامع للشروط، فإن عُدم فمنتسب إلى كنانة، فإن عُدم فرجل
من بني إسماعيل صلى الله عليه وسلم ، فإن عُدم فرجل جرهمي كما في التتمة،
وجرهم أصل العرب، ومنهم تزوج سيدنا إسماعيل حين أنزله أبوه صلى الله عليه
وسلم أرض مكة، فإن عُدم فرجل من بني إسحاق صلى الله عليه وسلم ، ثم إلى
غيرهم. ولا يشترط كونه هاشمياً باتفاق؛ فإن الصدّيق وعمر وعثمان - رضي الله
تعالى عنهم – لم يكونوا من بني هاشم " .
وقال المناوي (ت1031هـ):
"ذهب الجمهور إلى العمل بقضية هذا الحديث؛ فشرطوا كون الإمام قرشياً وقيده
طوائف ببعضهم؛ فقالت طائفة - وهم الشيعة – لا يجوز إلا من ولد علي. وقالت
طائفة: لا يجوز إلا من ولد جعفر بن أبى طالب، نقله ابن حزم. وقالت أخرى: من
ولد عبد المطلب. وقال بعضهم: لا يجوز من ولد أمية. وبعضهم: لا يجوز إلا من
ولد عمر. قال ابن حزم ولا حُجة لأحد من هؤلاء الفرق. وقال الخوارج وطائفة
من المعتزلة: يجوز كون الإمام غير قرشي؛ وإنما الإمام من قام بالكتاب
والسنة ولو أعجمياً. وبالغ ضرار بن عمرو؛ فقال: تولية غير القرشي أَوْلى
لأنه أقل عشيرة؛ فإذا عصى أمكن خلعه. قال ابن الطيب: ولم يعرّج على هذا
القول بعد ثبوت خبر «الأئمة من قريش»، وانعقد الإجماع على اعتباره قبل وقوع
الخلاف" .
2. أقوال المُحْدَثين
بعد أن أوردنا أقوال المتقدمين،
نورد فيما يلي أقوال المحْدَثين في فهم هذا الحديث، وكيفية الاستدلال به.
يقول
الدكتور حسن بسيوني بعد أن أشار إلى الاختلاف في فهم الحديث: "وفي رأينا
أنه قد يكون لهذا الشرط دور في بداية الدولة الإسلامية، إلا أنه بعد انتشار
الدين من الصين والهند إلى الأندلس، أضحى التمسك بهذا الشرط محلّ نظر، إذ
الإسلام يقوم على التآخي والمساواة وبغض العصبية ... والتمسك بالنسب
والعصبية من شأنه أن يثير النفوس لا سيّما والمسلمون سواسية وأساس التفضيل
بينهم التقوى، لقوله تعالى: )إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ( وقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا
لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض؛ إلا بالتقوى».
من ذلك يتبين أنّ الكتاب والسنة أقرا أنّ أساس التفضيل التقوى، وليس
الانتساب إلى جنس أو قبيلة معينة" .
وللحديث بقية إن شاء الله فى
الجزء الثالث غداً


الجزء الثالث
تااااااابع
!
!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم الاسلام
مؤسس المنتدى
مؤسس المنتدى
خادم الاسلام



أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله Empty
مُساهمةموضوع: أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سفالات أبو حمّالات ... الجزء الثالث   أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله Icon_minitime13/9/2011, 3:33 pm

أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله 277004_114466701980992_345645_n

أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات
على سفالات أبو حمّالات ... الجزء الثالث


بقلم : أحمد توحيد
بعد أن
أوردنا أقوال المتقدمين، نورد فيما يلي أقوال المحْدَثين في فهم هذا
الحديث، وكيفية الاستدلال به.
يقول الدكتور حسن بسيوني بعد أن أشار
إلى الاختلاف في فهم الحديث: "وفي رأينا أنه قد يكون لهذا الشرط دور في
بداية الدولة الإسلامية، إلا أنه بعد انتشار الدين من الصين والهند إلى
الأندلس، أضحى التمسك بهذا الشرط محلّ نظر، إذ الإسلام يقوم على التآخي
والمساواة وبغض العصبية ... والتمسك بالنسب والعصبية من شأنه أن يثير
النفوس لا سيّما والمسلمون سواسية وأساس التفضيل بينهم التقوى، لقوله
تعالى: )إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم ( وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا
لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض؛ إلا بالتقوى». من ذلك يتبين أنّ
الكتاب والسنة أقرا أنّ أساس التفضيل التقوى، وليس الانتساب إلى جنس أو
قبيلة معينة" .
ويرى الدكتور طه حسين وهو رائد مدرسة التغريب التى
يتبعها إبراهيم عيسى وأمثاله أنّ أبا بكر حينما قال للأنصار: الأئمة من
قريش، لم يفكر في إطلاق الإمامة لقريش كلها دون تحديد و إنما كان يفكر هو
وعمر وأبو عبيدة في المهاجرين الذين سبقوا إلى الإسلام فآمنوا به قبل أن
يؤمن غيرهم، وآزروا النبي بأنفسهم وأموالهم على نشر الدعوة في مكة أيام
الجهد والشدة والضيق. فأبو بكر حينما قال للأنصار أنّ الأئمة من قريش، كان
يقصد إلى هذه الطبقة الممتازة من قريش، طبقة الذين سبقوا إلى الإسلام
وجاهدوا مع النبي في مكة والمدينة .
ومعنى هذا الذي يقوله الدكتور طه
حسين، أن شرط القرشية لا محل له بعد انتهاء الطبقة الممتازة من قريش، أولئك
الذين سبقوا إلى الإسلام وجاهدوا مع النبي في مكة أثناء الفتنة، وجاهدوا
معه في المدينة أثناء القوة .
ويرجح الدكتور منير البياتي رأي ابن
خلدون في أن شرط القرشية زال بزوال قوة قريش وغلبتها، فيقول: "الأصل العام
في الولايات في الإسلام، أنها تقوم على الكفاءة والأمانة، وأن التفاضل إنما
يكون بالتقوى، قال تعالى: )إن أكرمكم عند الله أتقاكم( . وقال عليه
السلام: «من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه» وأيضاً «ليس لعربي فضل على عجمي
إلا بالتقوى» ، وأيضاً: «اسمعوا وأطيعوا وإن تأمّر عليكم عبدٌ حبشيّ» . ثم
إنّ الأحاديث التي وردت في شرط النسب القرشي لا تتعارض والتوجيه الذي ذكره
ابن خلدون، بل يؤيده ويرجحه أنّ الصحابة لما اختلفوا في السقيفة؛ فقالت
الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، دفعهم أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما –
وقالا: إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش. وهذا – فيما نرى – تعليل
من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لشرط القرشية، يتضمن سكون الملّة وارتفاع
الخلاف ودينونة العرب لقريش، فناسبه أن يكون الأمير منهم. ومثله ما قاله
النبي الكريم للعباس حين طلب إليه أن يوصي بقريش فأجابه: «إنما أوصي قريشاً
بالناس، وبهذا الأمر، وإنما الناس تبع لقريش، فبَرّ الناس تبع لبرهم،
وفاجرهم تبع لفاجرهم». وفي هذا إشارة إلى تبعية الناس لقريش، برهم وفاجرهم،
فناسبه أن يكون الأمير منهم" .
أما الشهيد عبد القادر عودة فيرى أن
حق الإمامة مقيد بطاعة الله، وهي ليست محصورة في قريش. يقول: "ويلاحظ أن
الأحاديث التي سبق ذكرها معناها جميعاً واحد من حيث إنها جعلت الإمامة في
قريش، ولكن في بعضها زيادة مقبولة، تقطع بأن الأمر لم يُجعل في قريش مطلقاً
من كل قيد، و إنما هو لقريش ما أطاعوا الله واستقاموا على أمره فإذا عصوه
سقط حقهم في الإمامة، وحديث «لا يزال الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان»
جاء مطلقاً كحديث «الأئمة من قريش» إلا أنّ كليهما مقيد بما اشترط في
الأحاديث الأخرى من طاعة الله والقيام على أمره. وسقوط حق قريش في الإمامة
ليس معناه ألا يكون إمام من قريش، و إنما معناه أن لا تكون الإمامة محصورة
في قريش؛ فيجوز أنْ يكون الإمام قرشياً أو غير قرشيّ" .
ويرى الدكتور
يحيى إسماعيل أنّ القرشية شرطُ كمالٍ لا شرط صحة، وأن هذا الشرط ذهب بذهاب
زعامة قريش. يقول: "وليس اشتراط القرشية تشريفاً لشجرة النبوة فحسب كما
ذهب قوم، بل هو شرط زمني، وكان شرط كمال لها في حينه لفضيلة في قريش، لأنهم
كانوا أهل غلب تنقطع بهم الفتن. ثم ذهبت قريش كما ذهب غيرها، وبقيت حاجة
المسلمين للإمام قائمة. اخرج أحمد وأبو يعلى والطبراني والبزار ببعضه، عن
أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أسرع قبائل الناس فناء
قريش» . وفوق أنهم كانوا أهل غلب فإنهم استجمعوا آنئذ ما تفتقر إليه
الزعامة والقيادة من صفات وميزات" . وقال في موضع آخر: "إن منصب الخلافة
منصب قيادة عالمية، والقيادة لا تفتقر إلى صحة النسب في معظم أحوالها، فقد
يعجز القرشي ويطيق غيره، ولهذا أجاز بعض أهل السنة إمامة الفاجر إن احتيج
إليه" .
أما الدكتور يوسف القرضاوي فقد أيّد العلامة ابن خلدون، في
اعتبار أن شرط القرشية قد زال بزوال قوة قريش ومجدها؛ لأن الحكم يدور مع
العلّة وجوداً وعدماً .
وهو ما ذهب إليه الشيخ عطية صقر حين قال: "إن
اشتراط القرشية التي نص عليها الحديث، ليس المقصود منه التبرك بالانتساب
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته، فليس ذلك من مقاصد الإمامة؛ وإنما
من مقاصدها قوة النفوذ وهيبة السلطان لتحقيق المصلحة للأمة ودفع الشر عنها،
وإذا كان الحديث متفقاً مع هذا المقصد في أيام النبي صلى الله عليه وسلم
وبعدها بقليل، فربما لا يتفق في وقت آخر" .
إنّ مفهوم الإمامة التي يدل
عليها حديث «الأئمة من قريش» واضح. فسياق الحديث، ورواياته الكثيرة التي
جاءت بصيغٍ مثل «الأمراء من قريش» و «الخلافة في قريش» و «الملك في قريش»
كلّ ذلك يجعلنا نقطع بأنّ الإمامة المقصودة في الحديث هي الإمامة العظمى؛
أي الخلافة. وهذا ما فهمه الصحابة من الحديث؛ لذلك احتج به أبو بكر وعمر
يوم السقيفة على الأنصار، في قضية خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقبله الجميع ولم يعترض أحد.
ولكن اقتصار الإمامة على هذا المفهوم –
وعلى الرغم من وضوحه – لم يبقَ على حاله، بل طرأ عليه تحولٌ ملموس فيما بعد
الإمام الشافعي، إذ جاء تلاميذه ومحبّوه ليقولوا بأن الإمامة هنا ليست فقط
الإمامة العظمى، بل ويدخل فيها إمامة العلم والدين. وعلى هذا المعنى يكون
في هذا الحديث بيانٌ لفضيلة الإمام الشافعي. فالحديث حُجة في مزيّة قريش
على غيرهم، والشافعي قرشي.
هكذا رأى بعض أصحاب الشافعي. وتعقّب
القاضي عياض هذا القول بقوله: "ولا حُجة فيه لأنّ المراد بالأئمة في هذه
الأحاديث الخلفاء" . كما تعقبه القرطبي بأنه دليل على التعصب؛ بل إنه قال
عمن قال به: "صحبته غفلة قارنها من صميم التقليد طيشة" .
وإنْ كنا لا
نؤيد تفسير الحديث بهذا الشكل؛ لِمَا أشرنا من وضوح دلالته على الإمامة
العظمى؛ إلا أنّ هذا التفسير يشير إلى تحوّل واضح في مفهوم الحديث، جاء في
فترة زمنية تنافس فيها تلاميذ الفقهاء على إبراز إمامة مشايخهم، وأصالتهم،
وفضلهم على غيرهم. مما يدل على أن مرور الزمن، والبيئة المحيطة، والظروف
السائدة، لها علاقة واضحة بفهم الحديث.
وثمة تحوّلٌ آخر في مفهوم
التبعية لقريش؛ فيرى النووي وابن حجر وغيرهما من السابقين، أنّ التبعية
لقريش كانت في الجاهلية، ثم استمرت في الإسلام. ويرى النووي أنّ هذه
التبعية باقية إلى آخر الدنيا. وذكر بأنها كذلك منذ عصر الرسول صلى الله
عليه وسلم حتى الآن؛ أي حتى عصره الذي يعيش فيه. وبالفعل كانت الخلافة في
قريش حتى عصر النووي. ولأنها كانت كذلك؛ أي أنها استمرت في قريش حتى وقت
حياته، فقد ظن - رحمه الله – أنّ الأمر سيبقى على هذا الحال، وأن مجد قريش
دائم لا يزول. ولكن هل بقي مجد قريش ؟ وهل بقيت الخلافة فيهم ؟
إنّ زوال
الخلافة عن قريش مع أنّ الحديث ينصّ على بقائها "ما بقي من الناس اثنان"
دفع إلى وجود تطورٍ آخرَ في مفهوم الحديث، ألا وهو التنبه إلى القيد
الموجود في بعض روايات الحديث، وهو: «ما إنْ استُرْحِموا رَحموا، وإنْ
عاهدوا وَفَّوْا، وإنْ حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم؛ فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين» وفي رواية أخرى: «إنّ هذا الأمر في قريش ... ما
أقاموا الدين». إذاً فبقاء الإمارة فيهم مقيد بإقامة الدين، وبطاعة الله في
الرعية، ووفاء العهد معهم. فلما زالت هذه من قريش، زالت الإمامة عنهم.
وإذا
ما انتقلنا إلى الصيغة التي وردت بها الأحاديث، وجدنا تحوّلاً آخر في
مفهومها. فهل وردت هذه الأحاديث بصيغة الأمر أم الخبر ؟ وماذا نفهم من ذلك ؟
التفت
المناوي (ت1031هـ) – رحمه الله – إلى قضية مهمة في فهم هذه الأحاديث؛ ذلك
أنها وردت بصيغة الخبر، وصيغة الخبر تختلف عن صيغة الأمر، باعتبارها لا تدل
على حُكْم. وفسّره المناوي بالحديث الآخر «كما تكونوا يُولّى عليكم» . فهي
أخبار عن حال قريش وما يحدث لها في المستقبل.
وأما الآن فسننظر في
قضية الحديث الرئيسية؛ لملاحظة جوانب التحوّل فيها، وهي: شرط القرشية في
الإمام.
بالنظر في أقوال العلماء في هذا الشرط، نلمس تحوّلاً في
طبيعة فهمهم له، إذْ يتبين من الأقوال التي أوردناها سابقاً، أنّ جمهور
العلماء السابقين يقولون بهذا الشرط، بينما ذهب القليلون إلى عدم اشترطه،
كما سنوضح فيما بعد. أما المُحْدَثين، فلا نجد الآن – تقريباً – من العلماء
من يقول بشرط القرشية. فما الذي حصل ؟ وما هي طبيعة التحوّل الذي طرأ على
مفهوم الحديث ؟
سنحاول فيما يلي أنْ نتناول هذه القضية بشيء من البسط
والتوضيح:
ذهب جمهور أهل السنة من السابقين، ومعهم الشيعة، إلى القول
بشرط القرشية. بينما خالفهم في ذلك الخوارج وبعض المعتزلة.
فلماذا
خالف الخوارج ؟
لو نظرنا في طبيعة الأوضاع السياسية والطائفية السائدة
في ذلك الحين، لوجدنا أن أهل السنة كانوا أمام نص واضح من رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؛ أن الإمامة في قريش، وكان جميع الأئمة في حينها قرشيين،
وكانت قريش صاحبة المجد والعظمة. ولكن كيف للخوارج أنْ يقبلوا بذلك، وقد
خرجوا على الإمام علي وهو القرشيّ الهاشميّ، لا بد إذاً لهذا الخروج من
تأويلٍ يرفضون بناء عليه شرط القرشية، حتى قال بعضهم: الأَوْلى أن لا يكون
الإمام قرشياً؛ لأنه أقلّ عشيرة؛ مما يسهل الخروج عليه في حال عصيانه. ولقد
كانت السيادة والغلبة حينها لقريش، والناس تبعٌ لها، ولكن كيف للخوارج أنْ
يتبعوا علياً وقد خرجوا عليه.
من هنا نفهم لماذا رفض الخوارج هذا
الشرط، ولم يعترفوا به. لقد كان ذلك تأثراً بالظروف السياسية السائدة
آنذاك. وهو في رأيي ما جعل أهل السنة يصرون على التمسك بهذا الشرط، وقوفاً
في وجه الخوارج، وحتى لا يُتهم من يرفض هذا الشرط بالوقوف في صفهم أو
مساندتهم في رأيهم .
ومع اهتزاز مكانة قريش بين العرب، وجدنا أنّ
مفهوم الحديث بدأ يتغير في نظر شرّاحه. فها هو الجويني (ت478هـ) - رحمه
الله – بدأ يطرح تساؤلاته حول هذا الحديث، مبيناً أنه لا يمكن القبول به
دليلاً على شرط القرشية. ورأى أنه إذا وُجد إمام أكثر أهلية لهذا المنصب –
وهو ليس قرشياً – فهو أحق به من القرشي. ونلحظ هنا أن الجويني كان صاحب
نظرة مقصدية، فهو لم يقف على حرفية النص، ولكنه نظر إلى مقصده. فهو يرى أن
الذي يستحق الخلافة، هو من كان أهلاً لها، بغض النظر عن نَسَبِه، فإنْ وُجد
قرشيّ أهلاً للمنصب فبه ونعمت، وإنْ لم يوجد، فصاحب الأهلية أوْلى منه،
وإنْ لم يكن قرشياً.
وبالرغم من نظرة الجويني هذه، وتصريحه بعدم
عقلانية هذا الشرط، إلا أننا نجده متحيراً متردداً - في غير موقع - عند
الكلام عن هذا الشرط، بل نجد أنه بنفسه يصرّح بهذا التردد في كتابه (
الإرشاد ) ، حين يقول: "ومن شرائط الإمامة عند أصحابنا، أنْ يكون الإمام
قرشياً، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الأئمة من قريش» وقال:
«قدِّموا قريشاً ولا تَقدَّموها» وهذا مما يختلف فيه بعض الناس. وللاحتمال
فيه عندي مجال. والله أعلم بالصواب" .
وكان معظم العلماء في عهد
الجويني متمسكين بهذا الشرط، واستمر الأمر على ذلك مدة ثلاثة قرون تقريباً،
حتى جاء العلامة ابن خلدون، الذي يُشكِّل قولُه تحوّلاً حقيقياً في فهم
هذا الحديث. .
لقد التفت ابن خلدون – رحمه الله – إلى قضية غابت عن
الكثيرين، ألا وهي علة النص، أو العلة التي لأجلها جاء الحُكْم. ذلك أنّ
الإمارة تحتاج إلى قوة وسيادة لتنفيذ أمر الله، وقريش كانت لديها الحَظوة
والمكانة بين العرب، سواءً أكان ذلك في الجاهلية أم في صدر الإسلام. فناسب
أنْ تكون الإمارة فيهم. لذلك اعترض أبو بكر وعمر على الأنصار الذين قالوا:
منا أمير ومنكم أمير، فقالا لهم: "إنّ العرب لا تدين إلا لهذا الحيّ من
قريش". ولكن الظروف اختلفت، وسيادة قريش ذهبت، ونجمها أفَل، وبذلك يذهب هذا
الشرط مع ذهاب قريش، لأنّ الحُكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً، فإذا وُجدت
العلة وُجد الحُكم، وإذا زالت العلة زال الحُكم.
ويُعدّ قول ابن
خلدون فتحاً جديداً في هذا الميدان، وهو ما ذهب إليه وتبناه معظم العلماء
المُحْدَثين، حتى أننا لا نكاد نجد قولاً لأحدهم يخرج عما قاله ابن خلدون،
وهو القول الذي تميل إليه النفس وتأنَسُ به.

ثم إن كثيراً من روايات
الحديث جاءت مقيّدة، كما هو الحال في رواية البخاري التي ذكرناها سابقاً،
والتي قيّدت الأمر بإقامة الدين، مما يدل على أنّ الإمامة ليست في قريش
بشكل مطلق متحرر من كل قيد، وإنما هي لها ما دامت مستقيمة على أمر الله فإن
عصت سقط حقها في الإمامة. ولا نعني بسقوط حقها أنْ لا إمام من قريش، و
إنما نعني أنْ لا تكون الإمامة محصورة فيهم. وعلى هذا يمكن فهم الروايات
بناءً على المطلق والمقيد، فما نَصّ منها على أن الإمامة في قريش مطلق، وما
نص على أنها في قريش ما أطاعوا الله مقيد، وعلى هذا يُحمل المطلق على
المقيد.
ومن هنا فإنه لا يجوز أنْ يخرج علينا رجل فاسق عاصٍ لله
تعالى، ويدّعي القرشية ثم يطلب بيعة الناس أو حق الإمامة. فإن هذا يتنافى
وتعاليم هذا الدين وأصوله الراسخة، فليس بمستحقٍ لهذا المنصب إلا من هو
أهلٌ له. فحينما طلب أبو ذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يوَلِّيه،
رفض ذلك؛ لأنه ليس به القوة التي تؤهله لهذا المنصب، وردّ عليه: «إنك ضعيف
وإنها أمانة» . وإذا أمعنا النظر في نصوص القرآن والسنة، وجدنا أن منزلة
الإنسان من الله سبحانه وتعالى، ليست بالأهل والنسب «من أبطأ به عمله لم
يسرع به نسبه» . و إنما هي بالعمل والتقوى ﴿إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ .
وعلى هذا نفهم فضل قريشٍ على غيرها في مجال الإمامة، فالرسول صلى الله عليه
وسلم لم يميز قريشاً إلا لأنها كانت قادرة على القيام بتبعات هذا المنصب
وتحمّل أعباء هذه الإمامة، ولمّا أصبحت غير قادرة وتغيرت الظروف، واختلفت
موازين القوى، لم يعد هناك مجال للقول بهذا الشرط.
المراجع :
دراسة
تحليلية نقدية في شروح العلماء لحديث «الأئمة من قريش» للدكتور عودة عبد
عودة عبد الله أستاذ التفسير والدراسات القرآنية بقسم أصول الدين –كلية
الشريعة –جامعة النجاح الوطنية – فلسطين
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أحمد توحيد يكتب : رد الشبهات على سخافات أبو حمّالات .. متجدد ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خالد منتصر يحاول التشكيك في التاريخ الإسلامي .. أحمد توحيد يكتب : الرد على العلمانى خالد منتصر .. دفاعاً عن التاريخ الإسلامى ..!! الجزء الثاني
» حلقات برنامج ((أحسبها صح)) لــ الشيخ : أحمد جلال {متجدد إن شاء الله}
» تجميع حلقات برنامج ((جنة المرأة))..تقديم الشيف أحمد المغازى..# متجدد أن شاء الله
» رداً على سخافات إبراهيم عيسى ... د . محمد على يوسف يكتب : مقولة فى الميزان
» حلقات برنامج ((جنة الله كفاية)) لـــ الشيخ ايمن صيدح {متجدد إن شاء الله}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أهلاً وسهلاً بكم في موقع إلاصلاتى ونتمنى لكم قضاء أجمل الأوقات معنا :: ๑۩۞۩๑ الـــــردعلى الشبــهات ๑۩۞۩๑ :: ¨°o.O ( ..^ الرد على المخالف ^.. ) O.o°¨-
انتقل الى: