خادم الاسلام مؤسس المنتدى
| موضوع: إبراهيم عيسى يواصل بذاءاته عن أصحاب النبي ـ أشرف عبد المقصود 8/9/2011, 2:33 am | |
| إبراهيم عيسى يواصل بذاءاته عن أصحاب النبي ـ أشرف عبد المقصود
أصبح إبراهيم عيسى متخصصا في سب الصحابة ، وبعد أن كانت افتتاحيات صحيفته مخصصة لأحوال مصر السياسية ، أصبحت مخصصة لأحوال دولة الخلافة الإسلامية الأولى السياسية وما دار فيها ، لكي ينفث من خلال ذلك أحقاد نفسه ضد أصحاب النبي الكريم ، وينشر على القراء في مصر ترهات متطرفي الشيعة وأكاذيبهم وبذاءاتهم عن الصحابة رضوان الله عليهم ، ها هو إبراهيم عيسى يجرب بطولاته الوهمية مع شخصيات بينه وبينها ألف وأربعمائة عام ، رغم أنه ـ كما حققته من متابعة كتاباته ـ جاهل جهلا مركبا بالتاريخ الإسلامي ، وأكثر جهلا بأحكام الإسلام وشرائعه ، وأخطر من ذلك ما يقطر به قلمه من سموم سوداء ضد أصحاب النبي ، وبينما ينقب المسلمون عن مناقب الصحابة وفضلهم ينقب هو عما يصوره له خياله المريض ، ومرجعياته الشيعية المريضة من سوءات وفضائح للصحابة ، ويفرح فرحا كبيرا إذا تخيل أنه أثبت أن هذا الصحابي كذب أو أنه سرق أو خان أو زنى ، فإن لم يكن ذلك مرض القلب ذاته ، فما هو المرض ، فبعد طعنه في " أبو هريرة " ووصفه بما لا يليق ثم طعنه في " صحيح البخاري " وتشكيك الناس في أحاديثه ، ثم إرساله لصبيه " أحمد فكري : ليخترق " حزب الغد " بملحق السوء الشهير الذي سبَّ فيه أم المؤمنين عائشة وعثمان وغيرهم من الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة ووصفهم فيه بأنهم " أسوأ الشخصيات في تاريخ الإسلام " . نراه اليوم يواصل مسيرة الاستباحة لأعراض الصحابة ويسرح ويمرح في صحيفته ليأتي لنا كل أسبوع بصحابي جديد ليطعن فيه ، حيث أصبح الصحفي المتخصص في سب أصحاب النبي أسبوعيا في مصر . ""فبالأمس" الأربعاء 11 / 10 / 2006م ، وإن كان الهجوم والتشويه المتعمد موجها للصحابي الجليل المغيرة بن شعبة ، المجاهد البطل والفاتح العظيم وأحد أصحاب الشجرة ، وإن كان أضاف خلاله اللمز والغمز المستبطن والصريح لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وقبل الرد على أكاذيبه ومفترياته التي ينقلها من تراث الشيعة أرى لزاما علي أن أقدم طرفا من السيرة العطرة للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، ليعرف الناس من هو هذا الصحابي الجليل الذي يتعرض له صاحب هذا القلم المريض بالطعن في عرضه ودينه ، عامله الله بما يستحق . * * * * 1ـ المغيرة بن شعبة أحد أصحاب " بيعة الرضوان " الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة والذين قال الله عنهم : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } فبنص هذه الآية هو ممن رضي الله عنه من أولئك الصفوة الأخيار ومن رضي الله عنه لا يسخط عليه أبدا ، ولكن العلامة الجهبذ إبراهيم عيسى لا يرضى عمن رضي الله تعالى عنهم في محكم آياته التي يتلوها المؤمنون إلى قيام الساعة ، هل تعرف من هم أصحاب الشجرة أيها الشيعي المتطرف أم أن كتابات "أهل الضلال" قد ملأت عليك قلبك حتى أظلم .
2ـ المغيرة بن شعبة هو أحد هؤلاء الذين قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنتم خير أهل الأرض )) رواه البخاري ومسلم . وقال عنهم : (( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها )) رواه مسلم . فهل يقبل إبراهيم عيسى بقول الله وقول رسوله أم يفضل عليهما أكاذيب وترهات غلاة الشيعة والتي تنفث بالحقد على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وبقية الصحابة الأطهار ؟! .
3ـ المغيرة بن شعبة هو أحد دهاة العرب وقادتهم وولاتهم ولد بالطائف وأسلم رضي الله عنه عام الخندق وأول مشاهده الحديبية .. وشهد اليمامة وفتوح الشام وذهبت عينه باليرموك وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها ، فهو من أبطال الفتوحات الإسلامية الكبرى ، رضي الله عنه وأرضاه ، وولاه عمر البصرة ففتح عدة بلاد وعزله ثم ولاه الكوفة وأقره عثمان على الكوفة ثم عزله ولما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية اعتزلها المغيرة وهو أول من وضع ديوان البصرة وأول من سلم عليه بالإمرة بالإسلام ( الإصابة ت 8181 وأسد الغابة 4 / 406 والأعلام للزركلي 7 / 176 ، 277 ) , يقول عنه الحافظ الذهبي في " السير " ( 3 / 21 ) : (( من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة ، شهد بيعة الرضوان كان رجلا طوالا مهيبا ذهبت عينه يوم اليرموك وقيل يوم القادسية )) اهـ . ومما يدل على فضله وحكمته أنه كان من الشخصيات التي تملك الحكمة والقدرة على التفاوض فكان خير سفير لقادة الفتح ويظهر ذلك عندما أوفد لمقابلة " رستم " قائد الجيوش الفارسية وذلك في معركة القادسية والتي أدى فيها دورا عظيما كان له بالغ الأثر في النصر في المعركة . 4ـ وللمغيرة من الأحاديث عن النبي 136حديثا ومن مناقبه رضي الله عنه : أن أبا بكر رضى الله عنه لما سئل عن ميراث الجدة ؟ قال مالك في كتاب الله من شيء وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيء ولكن أسأل الناس فسألهم فقام المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة فشهدا أن النبى أعطاها السدس وقد بلغ هذه السنة عمران بن حصين أيضا (مجموع الفتاوى ج20/ص234 ) . توفي سنة تسع وخمسين والأصح وفاته في خلافة علي رضي الله عنه . وقبره بالنجف وهو القبر المنسوب الآن لعلي - رضي الله عنه - الذي بباطن النجف ، فإن المعروف عند أهل العلم أن عليا دفن بقصر الإمارة بالكوفة كما دفن معاوية بقصر الإمارة بالشام ودفن عمرو بقصر الإمارة بمصر خوفا عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم " الفتاوى الكبرى " ( 4/ 451 ) . هذا طرف يسير من سيرته العطرة . وإليك أخي القارئ ردا مختصرا على شبهات هذا الأفَّاك الأثيم الشيعي المتطرف بحق المغيرة رضي الله عنه :
أولا : قال الكذوب المفتري بكل وقاحة : (( قد عزل المغيرة بن شعبة عن ولاية الكوفة ؛ لأن قوما شهدوا عليه أنهم وجدوه على ريبة مع امرأة أي أنهم شاهدوه يضاجع امرأة غير امرأته ، وهي مسألة عجيبة أن يضاجع والي الكوفة شخصيا امرأة على مرأى ومسمع من أربعة رجال كأن في هذا حماقة تشبه الهوس أو إهمالا يقارب الهطل )) اهـ . والجواب : القصة باختصار جاءت خلاف الطريقة الفاجرة التي يحكي بها هذا الوغد ، فالمغيرة بن شعبة أشرف من يفعل هذا الفعل الفاضح العلني !! فهو وَأَبَو بكرة كَانا مُتَجَاوِرَيْنِ بِالبصرة بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ ، وَالْمُغِيرَةُ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ , أَمَّرَهُ عَلَيْهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ وليس الكوفة كما ذكر هذا الجاهل ـ , وَكَانَا فِي مَشْرُبَتَيْنِ مُتَقَابِلَتَيْنِ فِي دَارَيْهِمَا , في كُلِّ وَاحِدَةٍ منهما كُوَّةٌ مُقَابِلَةٌ لِلْكُوَّةِ الْأُخْرَى , فَاجْتَمَعَ إلَى أبي بَكْرَةَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ فِي مَشْرُبَتِهِ , فَهَبَّتْ الرِّيحُ , فَفَتَحَتْ بَابَ كُوَّةِ الْمُغِيرَةِ , فَنَظَرَ أَبُو بَكْرَةَ بِالْمُغِيرَةِ , وَهُوَ بَيْنَ رِجْلَيْ امْرَأَةٍ , فَقَالَ لِلنَّفَرِ : قُومُوا فَانْظُرُوا ; فَقَامُوا فَنَظَرُوا , ثُمَّ قَالَ اشْهَدُوا , وَقَالُوا : وَمَنْ هَذِهِ ؟ قَالَ : أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ الْأَفْقَمِ , فَقَالُوا : إنَّمَا نَرَى الْأَعْجَازَ وَلَا نَدْرِي مَا الْوَجْهُ , ثُمَّ إنَّهُمْ صَمَّمُوا حِينَ قَامَتْ , فَلَمَّا خَرَجَ الْمُغِيرَةُ إلَى الصَّلَاةِ , حَالَ أَبُو بَكْرَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ , قَالَ : لَا تُصَلِّ لَنَا فَكَتَبُوا إلَى عُمَرَ بِذَلِكَ , فَبَعَثَ أَبَا مُوسَى أَمِيرًا , وَكَتَبَ مَعَهُ إلَى الْمُغِيرَةِ " أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْك نَبَأٌ عَظِيمٌ ; فَبَعَثْت أَبَا مُوسَى أَمِيرًا , فَسَلِّمْ إلَيْهِ مَا فِي يَدِكَ وَالْعَجَلَ " فَارْتَحَلَ الْمُغِيرَةُ وَأَبُو بَكْرَةَ وَأُولَئِكَ النَّفَرُ ; وَهُمْ أَخَوَاهُ نَافِعٌ وَزِيَادٌ وَشِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَجَلِيُّ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ ; ; فَجَمَعَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُغِيرَةِ , فَبَدَأَ عُمَرُ بِأَبِي بَكْرَةَ فَشَهِدَ عَلَيْهِ أَنَّهُ رَآهُ بَيْنَ رِجْلَيْ أُمِّ جَمِيلٍ , وَهُوَ يُدْخِلُهُ وَيُخْرِجُهُ كَالْمَيَلِ فِي الْمُكْحَلَةِ . قَالَ : كَيْفَ رَأَيْتَهُمَا ؟ قَالَ : مُسْتَدْبَرَهُمَا ; قَالَ : فَكَيْفَ اسْتَبَنْت رَأْسَهُمَا ؟ قَالَ : تَحَامَلْت ; ثُمَّ دَعَا بِشِبْلٍ فَشَهِدَ مِثْلَ ذَلِكَ ; قَالَ : اسْتَدْبَرْتَهُمَا أَوْ اسْتَقْبَلْتَهُمَا ؟ قَالَ اسْتَقْبَلْتُهُمَا . وَشَهِدَ نَافِعٌ مِثْلَ شَهَادَةِ أَبِي بَكْرَةَ ; وَلَمْ يَشْهَدْ زِيَادٌ مِثْلَ شَهَادَتِهِمْ قَالَ : رَأَيْته جَالِسًا بَيْنَ رِجْلَيْ امْرَأَةٍ فَرَأَيْت قَدَمَيْنِ مَخْضُوبَتَيْنِ يَخْفِقَانِ وَاسْتَيْنِ مَكْشُوفَتَيْنِ ; وَسَمِعْت خَفَرًا شَدِيدًا , قَالَ : أَرَأَيْت كَالْمِيلِ فِي الْمُكْحُلَةِ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : فَهَلْ تَعْرِفُ الْمَرْأَةَ ؟ قَالَ : لَا , وَلَكِنْ أُشَبِّهُهَا ; قَالَ : فَتَنَحَّ ; وَأَمَرَ بِالثَّلَاثَةِ فَجُلِدُوا الْحَدَّ وَقَرَأَ { لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمْ الْكَاذِبُونَ } فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : اشْفِنِي مِنْ الْأَعْبُدِ , فَقَالَ : اُسْكُتْ أَسْكَتَ اللَّهُ نَأْمَتَك ; أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ تَمَّتْ الشَّهَادَةُ لَرَجَمْتُك بِأَحْجَارِك " هَذَا حَاصِلُ مَا ذَكَرَهُ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ وهو في البيهقي ، والمستدرك للحاكم ، وعنده أن عمر بن الخطاب َقَالَ لِلْمُغِيرَةِ : وَيْلٌ لَك إنْ كَانَ مَصْدُوقًا عَلَيْك , وَطُوبَى لَك إنْ كَانَ مَكْذُوبًا عَلَيْك , فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ , قَالَ لِأَبِي بَكْرَةَ : هَاتِ مَا عِنْدَك , قَالَ أَشْهَدُ أَنِّي رَأَيْت الزِّنَا مُحْصَنًا , ثُمَّ تَقَدَّمَ أَخُوهُ نَافِعٌ , فَقَالَ : نَحْوَ ذَلِكَ , ثُمَّ تَقَدَّمَ شِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَجَلِيُّ , فَقَالَ : نَحْوَ ذَلِكَ , ثُمَّ تَقَدَّمَ زِيَادٌ , فَقَالَ لَهُ : مَا رَأَيْت ؟ قَالَ : رَأَيْتهمَا فِي لِحَافٍ , وَسَمِعْت نَفَسًا عَالِيًا , وَلَا أَدْرِي مَا وَرَاءَ ذَلِكَ , فَكَبَّرَ عُمَرُ , وَفَرِحَ إذْ نَجَا الْمُغِيرَةُ , وَضَرَبَ الْقَوْمَ الْحَدَّ , إلَّا زِيَادًا انْتَهَى . وَسَكَتَ عَنْهُ )) اهـ . أرأيت أيها القارئ المُنصف الفرق بين ما جاء في الروايات وبين طريقة كاتب روايات البورنو ؟ الذي يتصور كل قصة تاريخية على أنها مشهد جنس ومشروع فضيحة . ويظهر لنا في هذه القصة أنَّ المرأة التي رأوا المغيرة رضي الله عنه مخالطاً لها عندما فتحت الريح الباب عنهما، إنما هي زوجته ولا يعرفونها، وهي تشبه امرأة أخرى أجنبية كانوا يعرفونها تدخل على المغيرة وغيره من الأمراء، فظنوا أنَّها هي، فهم لم يقصدوا باطلاً، ولكن ظنهم أخطأ وهو لم يقترف إن شاء الله فاحشة لأنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْظُم فيهم الوازع الديني الزاجر عما لا ينبغي في أغلب الأحوال، وهذا هو اللائق بمقامهم رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. وما الذي يلجأ المغيرة بن شعبة للزنا وهو ممن كان مكثرا من الزواج كما هو حال الحسن بن علي رضي الله عنه يحب الحلال ، ولا يحتاج للحرام ، يقول عنه الإمام مالك : (( كان المغيرة بن شعبة نكاحا للنساء )) ( تهذيب الكمال 28 / 373 ) يقصد أنه يكثر من الزواج للإحصان . وتأمل معي فرح عمر بن الخطاب هنا ببراءة المغيرة فهو يدل على محبته لأخيه المسلم أن برأه الله من الوقوع في المعصية ، أما إبراهيم عيسى وإخوانه الروافض فيرونه شيئا آخر ، فوجوههم تظلم إذا برأ لله صحابيا من اتهام فاحش ، والحزن يملؤهم من نجاة المغيرة من هذه التهمة ! والقصة كما ترون مختلفة تماما عما يصوره لنا صاحب روايات البورنو الشهيرة (ومنها روايتا : العراة , دم على نهد )!! . والحقيقة أن مثل هذه الوساوس التي تأتي من الورع الزائد أحيانا فيتناقلها المغرضون أمثال هذا الشيعي المتطرف الأفاك ومراجعه في قم والنجف ، فينفثون فيها الأكاذيب ، مثل هذه الوساوس شهيرة ، وقد وقعت في حادثة الإفك التي اتهموا فيها أم المؤمنين بالفاحشة ، ثم أكرمها الله بإنزال براءتها من فوق سبع سماوات في وحي يتلى إلى يوم القيامة ، وفي واقعة أخرى روتها كتب السنة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خلا بإحدى نسائه في جانب المسجد ليلا يحادثها ، فلمحه اثنان من الصحابة فانسحبا مسرعين ، فناداهما وقال : على رسلكما إنها صفية بنت حيي ، يعني زوجته ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، أفيك نشك ، فقال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ، فإذا كان هذا ما حدث مع النبي وأمهات المؤمنين فلماذا توقف الأفاك الأثيم عند الصحابي الجليل صاحب الشجرة المباركة المغيرة ابن شعبة ، ألا شاهت وجوه الكذابين .
ثانيا : مما يدل على تناقضه وتخبطه وصفه للمغيرة بالهوس والهطل بينما بعد قليل يصفه بأنه داهية ونراه في موضع آخر من كتابه ( رجال بعد الرسول ) ص ( 121 ) يصف المغيرة بأنه محتال فيقول : (( أما المغيرة بن شعبة فيمكنك وصفه بأنه يستطيع بيع سمكا في البحر ويشتري به سمكا مطبوخا شهيا )) اهـ . والجواب : أن الأهطل هو هذا الكذوب الذي يقول الكلمة ثم يناقضها في السطر التالي ، وليس الأهطل هو البطل الفذ صاحب رسول الله يا إبراهيم ، المعروف بالدهاء والإقدام والشجاعة والحكمة بين العرب ، وكذلك فالمحتال ليس صاحب النبي الكريم ، وإنما صاحب أحمد بهجت ، ولا نريد أن ننشر هنا غسيلك القذر الذي كتبه الصحافيون الذين عملوا معك وشهدوا به عليك ، ويمكن للقارئ أن يحصل عليه في جولة سريعة عبر الانترنت ، فمن كان بيته من نجاسة وأكل أموال الناس بالباطل فلا يقذف أصحاب النبي بالحجارة يا إبراهيم .
ثالثا : أما اتهامه الوقح لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالتواطؤ مع المغيرة لإسقاط حد من حدود الله حيث يقول : (( وتروي كتب التاريخ أن سيدنا عمر قد حاصر الشهود حتى أربكهم فلم تثبت التهمة حيث تراجع شاهد وهو محمد بن أبي بكرة عن الشهادة )) اهـ . ويقول : (( ثم ولاه الكوفة مرة أخرى وهو أمر يستدعي الدهشة من إصرار عمر على تولية الرجل الذي لم تمنعه مكانته من إتيان امرأة في وقت ومكان يسمح لآخرين أن يروه بل وأن يتحققوا من الفعل كله لكن يبدو أن دهاء المغيرة وقدرته السياسية جعلته رجل دولة لا يستغني عنه عمر بسهولة دعته إلى الحفاظ عليه من تطبيق الحد كما يذهب في ذلك عدد من المؤرخين )) اهـ والجواب : 1ـ هذا طعن صريح ولمز قبيح لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عمر الذي لا تأخذه في الله لومة لائم والذي يراجع سيرته يجد أن الأخبار تواترت عنه في إقامة الحدود وأنه لم يُقَصِّر أبدا في إمضاء حد ثبت حتى على أقرب الناس إليه ! فأي حصار هذا ؟ وأي إرباك وإرهاب الذي يصوره لنا هذا الأفاك وعمر رضي الله عنه يقول للمغيرة : ((وَيْلٌ لَك إنْ كَانَ مَصْدُوقًا عَلَيْك , وَطُوبَى لَك إنْ كَانَ مَكْذُوبًا عَلَيْك )) اهـ . أيقال عن عمر رضي الله عنه هذا الكلام ، وهو الذي أقام الحد على ولده وفلذة كبده عبد الرحمن في شرب الخمر بعد أن كان عمرو بن العاص ضربه الحد سرًّا !! فبعث إليه عمر وزجره وطلب منه أن يبعثه إليه فبعثه وضربه عمر الحد ثانية أمام الناس ( صحح القصة ابن حجر في الإصابة 3 / 72 ) . ثم لماذا هذا الإصرار والمعاناة يا إبراهيم من أجل أن تثبت أن الصحابي الجيل قد زنا ، ما هو الدافع "الجميل" الذي يدفعك لبذل كل هذا الجهد المبني على نصب ودجل وأكاذيب ، هل رجل مثل المغيرة فيه كل هذا الفضل والجهاد والعطاء للإسلام ، لم تعرف من تاريخه إلا أنه اشتبه في أنه جامع امرأة أخرى ، هل هذا هو قلب مؤمن يرعى حرمة أخيه فضلا عن صحابة رسول الله . ومن المناسب هنا أن نذكر أن هذا الكلام المريض الذي يقوله إبراهيم عيسى هو بعينه كلام مشايخه ومرجعياته الشيعة فما من موضع ينتقصون فيه عمر إلا ويوردون هذه الأكذوبة المفضوحة على عمر راجع من كتبهم : ( ( تلخيص الشافي للطوسي ص 437 ، 438 ، ومنهاج الكرامة للحلي ص 137 ، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية ص 71 ، 72 ، والصراط المستقيم للبياضي 3 / 14 ، وعقائد الإمامية للزنجاني 3 / 31 ) ، كما أن هذا الذي قاله هو نفس ما نشره "صبيه" أحمد فكري في ملحق الغد الشهير ، عندما أتى على ذكر المغيرة بن شعبه وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهم ، ويمكن للقارئ أن يراجع النص هناك حتى لا نطيل عليه . 2ـ ويلاحظ أن المغيرة كان واليا على البصرة وليس الكوفة ـ كما ذكر هذا المتعالم ـ ثم إن عمر نقله من ولاية البصرة إلى ولاية الكوفة ؛ لأن هذا هو الأفضل له ولئلا يشوش ما حدث عليه وعلى الرعية فكان ماذا ؟! ثم إن عمر بن الخطاب جلد الثلاثَةَ , وَكَانَ هذا بِمَحْضَرٍ مِن الصَّحَابة ـ ومنهم علي رضي الله عنه, وَلَمْ يُنْكِر عَليهِ أَحَدٌ . فصار هذا إجماعًا منهم فماذا يقول المفتري الكذاب ، ولو لم يفعل عمر ذلك ـ رضي الله عنه ـ لكان آثما ، لأن هذا نص القرآن المحكم " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " ، والحقيقة أن مثل إبراهيم عيسى يستحق أن يقام عليه نفس الحد ، حد القذف ، وأن يجلد في ميدان عام ثمانين جلدة ، ولا تقبل له شهادة أبدا ، بنص القرآن . 3ـ أما قوله أن أبا بكرة تراجع عن الشهادة فهذا كلام غير صحيح بالمرة فالأربعة هم : أبو بكرة وأخَوَاهُ نَافِعٌ وَزِيَادٌ وَشِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَجَلِيُّ . والذي نفى التهمة هو زياد وليس أبا بكرة وقد حُدَّ الثلاثة ولم يُحَدّ زياد !! قال البخاري في صحيحه ( 2 / 936 ) - باب شهادة القاذف والسارق والزاني وقول الله تعالى { ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ..}: (( وجلد عمر أبا بكرة وشبل بن معبد ونافعا بقذف المغيرة ثم استتابهم وقال من تاب قبلت شهادته )) .
رابعا : وأما قوله عن المغيرة رضي الله عنه أنه : (( رجل ذكي قرر أنه لا خير من بيع الأمة كلها مقابل أن يظل في مكانه في مقعده في سلطته ولتذهب الأمة إلى الجحيم )) اهـ فالجواب : أن هذه بذاءة من لم يتأدب بأدب الإسلام ، ولا يعرف لمسلم حرمة ، ناهيك عن أن يعرف حرمة صحابي جليل ممن بايعوا تحت الشجرة وفتح الله به البلاد وفقد عينه في الجهاد ، هذه أحقاد أسياده ومراجعه الشيعة على أصحاب النبي ، وهذا هو تراثهم البغيض وحقدهم الدفين والظاهر ، وينقلها الشيعي المتطرف عنهم إلى القارئ المصري بكل وقاحة واستهتار ، وانظر على سبيل المثال مصادر إبراهيم عيسى في هذا الموضوع : فوصفوه بأنه : (( أكبر مجرم في التاريخ )) ( أضواء على خطوط محب الدين ص 43 ) ، ووصفوه بأنه : (( من الذين اشتهرت فسوقهم وأكاذيبهم وتعديهم الحقوق وتضييعهم الحقوق )) ( نفحات اللاهوت للكركي ص ) ، وأنه : (( من رؤوس الضلال في هذه الأمة )) ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20/15 ) ، وأنه : (( هامان هذه الأمة )) ( الإيضاح للفضل بن شاذان ص 32 ) ولكن هيهات لهؤلاء الأفاقون من أن ينالوا من رجل أثبت الله في قرآنه أنه رضي عنه وعلم بعلمه القدسي ما في قلوبهم من الخير والحب لدين الحق " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً " الآية .
خامسا : ومع أن المغيرة كان من الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة فلم يقاتل إلى جنب علي ولا إلى جانب معاوية ( الاستيعاب لابن عبد البر 3 / 390 والكامل لابن الأثير 3 / 408 , والإصابة لابن حجر 3 / 453 ) نرى إبراهيم عيسى ينقل أكاذيب الشيعة المغرضين ليجعله متآمرا مع " معاوية " على " علي " رضي الله عنه . ولا تعجب فهم يصفون المغيرة بأنه (( كان من أعداء آل محمد )) ( ( الكشكول لحيدر الآملي ص 160 ) . وأنه (( من أقسى الناس قلبا على أهل البيت )) ( السقيفة لسليم بن قيس ص 85 ) .
وتبقى كلمة : إنَّ سب الصحابة أو تجريحهم أو الطعن فيهم أو الحط من شأنهم مُحَّرم بنص الكتاب والسنة بل هو كما قال العلامة الآلوسي : " مما لا ينبغي أن ينتطح فيه كبشان أو يتنازع فيه اثنان " . قال الله تعالى { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً } قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 3 / 217 ، 518 ) : (( أي ينسبون إليهم ما هم منه برآء لم يعملوه ، ولم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم ، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما بر أهم الله منه ، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم ، فإن الله عز وجل قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم وينتقصونهم ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدا )) اهـ . ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل جبل أحد ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه )) رواه مسلم . وقال أيضا : (( الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه )) رواه أحمد ، وقال الترمذي : حديث حسن. وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (( لا تسبوا أصحاب محمد فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون )) رواه أحمد في فضائل الصحابة . وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : (( أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبُّوهم )) اهـ رواه مسلم . وليعلم هذا الشيعي المتطرف العابث في صحافة مصر أننا له بالمرصاد ، ولن نتسامح معه في بذاءاته ضد أصحاب النبي الكريم ، وستكون لنا معه وقفات ووقفات رادعة ، إلا أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره على ما اقترفه من إثم وإفك وبهتان ، والله تعالى من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .
أبو محمد أشرف عبد المقصود Bokhary63@yahoo.com | |
|