يوسف عضو جديد
| موضوع: كيف نربي بناتنا علي الحجاب 5/1/2011, 2:23 am | |
|
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
أوجب الله تعالي طاعته وطاعة رسوله "ص" . فقال تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " " الأحزاب : 36 "
والأمة أخوة الإيمان ملزمة بأحكام ربها ولا يغنيها عن ذلك شيء , قال تعالي " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " " النور : 51 " والله سبحانه وتعالي وهو الخالق والذي خلق يعلم ما يكون به صلاح خلقه ومن ثم كانت تشريعاته موافقة لفطرة المرأة وطبيعتها . فقال تعالي مبيناً أن الحجاب والتستر للمرأة فرض كفريضة الصلاة فقال في كتابه الكريم " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلاليبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما " " الأحزاب : 59 " .
وبذلك جعل الله تعالى التزام الحجاب للنساء عنوان العفة والطهارة لكي تعرف المسلمة الجادة من اللعوب العابثة لتعرف المسلمة العفيفة المحصنة من تلك التي تحاول إغراء الرجال ولفت الأنظار والانتباه إليها . " فلا يؤذين " أي لا يتعرض لهن الفساق بالأذى , وفي قوله سبحانه وتعالي " فلا يؤذين " إشارة إلي أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر . وكذلك أمر الله سبحانه وتعالي للنساء المؤمنات بالحجاب قال تعالي " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " " النور : 31 " وما ظهر منها على رأي بن عباس وغيره من الصحابة والتابعين هو الوجه والكفين والكحل والخاتم , فما عدا ذلك ينبغي أن يستر ويغطى " وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أبناء بعولتهن ………" " النور 31 " فالخمار هو غطاء الرأس فلابد للمسلمة أن تغطى بخمارها جيبها " أي الصدر ".
ولقد وردت في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تبين فرضية الحجاب . عن خالد بن دريك رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت علي رسول الله "ص" وعليها ثياب شفافة فصرف الرسول "ص" بصرة وقال " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا ينبغي أن يظهر منها إلا هذا وهذا " وأشار "ص" إلى وجهه وكفيه .
وقال رسول الله "ص" " صنفان من أهل النار لم أراهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسافة كذا وكذا …………… " رواه مسلم .
وعن بن عباس رضي الله عنهما قال " لعن رسول الله "ص" المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال " " أخرجه البخاري والنسائي والطبراني " .
وقد بين العلماء أن هناك مواصفات معينه في ملابس المرأة حتى يكون الحجاب شرعياً , ومن هذه المواصفات أن يكون : " فضفاضاً واسعاً غير ضيق لأن الغرض من الحجاب منع الفتنه والضيق يصف حجم الجسم أو بعضه ويصوره في أعين الرجال , وفي ذلك من الفساد والفتنه الكثير الكثير , وقال أسامة بن زيد رضي الله عنهما " كساني رسول الله "ص" قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي فكسوتها امرأتي فقال ما لك لم تلبس القبطية قلت كسوتها امرأتي , فقال مرها فلتجعل تحتها غلالة وهي شعار يلبس تحت الثوب " فإني أخاف أن تصف حجم عظامها " " حديث حسن " ومن شروط الحجاب أيضاً : ألا يكون الحجاب في نفسه زينة لقوله تعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " وقوله تعالي " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي " وقد شرع الله تعالي الحجاب ليستر زينة المرأة فلا يعقل أن يكون هو في نفسه زينة , ومن شروطه أيضاً : أن يكون سميكاً لا يشف شيئاً من جسدها , وأخرج الطبراني في المعجم الصغير قال رسول الله "ص" " سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت ألعنوهن فإنهن ملعونات " " حديث صحيح " وزاد البخاري في حديث آخر " لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا …… ومن شروط الحجاب أيضاً : أن يكون خالياً من البخور والعطور والماكياج . قال رسول الله "ص" أيما امرأة إستعطرت فمرت علي قوم ليجدوا ريحها فهي زانية " " حديث حسن " , ومن شروطه أيضاً : أن لا يشبه ملابس الرجال . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " لعن رسول الله "ص" الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل " " أخرجه أبو داود وابن ماجة والحاكم وأحمد " .
وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله "ص" يقول " ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال " أخرجه أحمد في مسنده , ومن شروطه أيضاً : أن لا يشبه لباس الكافرات , لأن الإسلام فرض أن تكون للمسلمين شخصيتهم المتميزة عن أهل الكتاب , ولهذا نهينا عن التشبه بهم " وقال رسول الله "ص" " من تشبه بقوم فهو منهم " " رواه الحاكم والطبراني " .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رأى رسول الله "ص" عليَّ ثوبين معصفرين فقال " إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها " " أخرجه مسلم والنسائي " .
وأخيراً أن لا يكون الحجاب لباس شهرة قال رسول الله "ص" " من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذله يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً " " حديث حسن " .
قال الشوكاني في نيل الأوطار " ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به الاشتهار بين الناس سواء كان الثوب نفيساً يلبسه تفاخراً بالدنيا وزينتها أو خسيساً يلبسه إظهاراً للزهد والرياء . وقال بن الأثير " الشهرة ظهور الشيء والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم فيرفع الناس إليه أبصارهم ويختال عليهم بالعجب والتكبر " .
وعلم أعداء الأمة أن المرأة المسلمة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي وهم يعلمون أيضاً أنها سلاح ذو حدين وأنها قابله لأن تكون أخطر أسلحة الفتنه والتدمير . ومن هنا كان لها النصيب الأكبر من حجم المؤامرات التي بدأت بإسقاط الخلافة الإسلامية في عام 1924م . وإقامة دولة إسرائيل في أرض فلسطين الحبيبة واحتلال أمريكا لأفغانستان والعراق بالإضافة إلي المؤامرة علي المرأة المسلمة ومحاولة تعريتها وجعلها سلعه رخيصة تتاجر بجسدها وعرضها . وكذلك حاول أعداء الأمة أن يشلوا المرأة المسلمة عن وظيفتها الأساسية وهي تربية الأولاد .
ويدفعوا بها إلي مواقع الفتنه وتدمير الأخلاق تحت ستار خداع من المصطلحات البراقة كالتحرير للمرأة والتقدم .
وقال أحد أقطاب المستعمرين " كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات " .
وقال أحد كبراء الماسونية " يجب علينا أن نكسب المرأة فأي يوم مدت إلينا يدها فزنا بالحرام وتبدد جيش المنتصرين للدين " .
ومن المؤامرة على المرأة المسلمة نشر الإباحية وإثارة الغرائز في كل مكان في الصحف والمجلات وعلي شاشات التلفاز .
ويقول أحد المبشرين في محاضرة له عن الإسلام " ويلوح لي أن هوليود قد أثرت في الجيل الحاضر من المسلمين أكثر من تأثير مدارسهم الدينية " .
وقد جاء في بروتوكولات حكماء صهيون " يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان , فتسهل سيطرتنا إن " فرويد " منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح همه الأكبر هو إرضاء غريزته الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه , ولقد أثار أعداء الأمة شبهات حول الحجاب لكي يجردوا المرأة المسلمة من عفتها وكرامتها ووقارها , فتعالوا أخوة الإيمان نسرد هذه الشبهات ونرد عليها حتى لا يكون هناك لبس أو غموض عند أحد في هذا الأمر الواضح الذي فرضه المولى عز وجل في كتابة الكريم :
الشبهة الأولى : كبت الطاقة الجنسية :
تقول هذه الشبهة أن الطاقة الجنسية في الإنسان طاقة كبيرة وخطيرة , وخطورتها تكمن في كبتها , وزيادة الضغط تولد الانفجار , وحجاب المرأة يغطي جمالها وبالتالي فإن الشباب يظلون في كبت جنسي يكاد أن ينفجر , أو ينفجر أحياناً علي شكل حوادث الاغتصاب أو غيرها والعلاج لهذه المشكلة إنما يكمن في تحرير المرأة من هذا الحجاب لكي ينفس الشباب الكبت الذي فيهم .
وفي رد المؤلف على ذلك يقول : بأن الذي يطرح هذه الشبهة يسبب خطورة عظيمة علي المجتمع تنذر بتحطيمه . ولو كانت هذه الشبهة صحيحة لكانت أمريكا وأوربا أقل دول العالم في حوادث الاغتصاب والتحرش بالنساء والجرائم الأخلاقية ؛ إذ إن المرأة في هذه الدول تخرج إلي الشواطئ عارية وتنتشر فيها المجلات والأفلام الخليعة وبها العديد من دور الدعارة والشذوذ الجنسي .
لكن الإحصائيات تكذب هذه الشبهة ؛ فقد جاء في كتاب الجريمة في أمريكا الذي تصدره الحكومة الأمريكية في إحصائية رسمية موثقة أن جريمة الاغتصاب بالقوة وتحت تأثير السلاح تقع كل ست دقائق بأمريكا , وأنه في سنة 1978 كان عدد حالات الاغتصاب في أمريكا " 389ر147 ألف حالة "
والله تعالي شرع الحجاب ليكون حماية للمرأة من الأذى قال الله تعالى " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين " " الأحزاب /59 " وهذا معناه أن المتبرجة التي أبدت مفاتنها وأبرزتها معرضة للأذى من قبل ذئاب البشر لأن الذي يثير الرجل هو رؤيته لمفاتن المرأة , أما المتحجبه فإنها تخفي تلك المفاتن والزينة فأي شهوة تثيرها وأي مفاتن تحركها .
ومن ذلك يتبين أن التبرج دعوة إلي زيادة الجرائم الجنسية .
وصاحب هذه الشبهة يفترض من الرجل أنه من فئة المختصين أو ممن أصابهم مرض البرود الجنسي فلا تثيرهم الشبهات والعورات البادية , فهل نهدف إلي إيصال رجال أمتنا إلي هذا المستوى؟!
الشبهة الثانية : عدم الاقتناع :
فإذا سُئلت إحدى الأخوات غير المحجبات عن سبب عدم التزامها بالحجاب أجابت " والله لم أقتنع بعد بالحجاب وعندما أقتنع سأتحجب إن شاء الله " .
والأخت التي تتبجح بهده الشبهة لابد أن تفرق بين الأمر الرباني والأمر البشري . فإذا كان هذا الأمر من كلام البشر فإنه يمكن لأي إنسان أن يقول بعدم الاقتناع , أما إذا كان هذا الأمر من الله تعالى أو من نبيه فلا يوجد مجال أن يقول إنسان إني غير مقتنع . قال تعالى : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم , ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا " " الأحزاب /36 " . والإسلام يعني الاستسلام والانقياد والخضوع الكامل لأوامر الله تعالى ونواهيه , وعندما أمر الله المرأة بالحجاب فإنه تعالى يعلم أن هذا من أسباب سعادتها وكرامتها وعزتها , وبعض الأخوات الفاضلات غير المحجبات تقع في هذا التناقض فتقول : إنني مسلمة مؤمنة محافظة على الصلوات وبعض النوافل وأصوم رمضان وأديت فريضة الحج واعتمرت أكثر من مرة , ومشتركة في استقطاعات شهرية في بعض المشاريع الخيرية , ولكنني غير مقتنعة بالحجاب .
نقول لهذه الأخت الفاضلة : إذا كان ما قمت وتقومين به من عبادات جليلة نابعاً عن إيمان واستسلام لما أمرك به الله تعالى , فكيف تخالفين ما أمرك به الله أيضاً من لبس الحجاب ؟! قال الله عز وجل " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون " " البقرة /85 " .
الشبهة الثالثة : الإيمان في القلب :
إذا سألت كثيرات من الأخوات الكريمات غير المحجبات عن سبب عدم الالتزام بالحجاب ترد عليك إحداهن بأن " الإيمان في القلب " .
نقول لهذه الأخت العزيزة إننا نقرأ في القرآن الكريم دائما " الذين آمنوا وعملوا الصالحات " فالعمل متلازم مع الإيمان لا ينفك عنه أبداً , وقد عرف علماء السنة والجماعة الإيمان بأنه : " اعتقاد بالجنان , ونطق باللسان وعمل بالجوارح " ومجرد الإيمان من دون العمل الصالح لا ينفع صاحبه بدليل أن إبليس يؤمن بالله واليوم الآخر ولكن مصيره النار .
ونسأل الأخت الفاضلة هذه عما تقوم به عندما تطلب منها مسؤولتها في الوظيفة طلباً ما ؟ هل من المعقول والمقبول أن تقول : أنا مؤمنة ومقتنعة في قلبي بما طلبت مني ولكني لن أقوم بما أرادت مني؟ هل سيقبل هذا منها ؟ وماذا سيكون مصيرها ؟ فكيف تطبق هذا المنطق مع أوامر الله تعالى .
الشبهة الرابعة : لم يهدني ربي :
تقول بعض الأخوات غير المحجبات : " الله يهديني , أرغب بالحجاب ولكن الله لم يهدني بعد , أدع الله لي الهداية " .
نسأل تلك الأخت الكريمة : كيف علمت بأن الله لم يهدك ؟
وهل اطلعت على الغيب فعلمت أنك من الضالات غير المهتديات ؟
ونقول للأخت العزيزة : هل تريدين أنت الهداية حقاً ؟ إن كنت تريدين ذلك فابذلي أسبابها تناليها بإذن الله . قال تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " " الرعد /11 " . ومن أسباب الهداية : اختيار الرفقة الصالحة وترك الرفقة السيئة , وقراءة القرآن الكريم والكتب الإيمانية بدل المجلات الهابطة , واختيار برامج التليفزيون والفيديو الهادفة بدلاً من البرامج التي تدعو إلى العلاقات المحرمة , وترك المعاكسة الهاتفية والخلوة المحرمة بالرجال والسفر دون محرم. وقال الله تعالى " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " " محمد /17 " .
الشبهة الخامسة : توقف الزواج :
تتبجح بعض الأخوات غير المحجبات وكذلك بعض أسرهن لعدم التزامهن بالحجاب بأن الشباب لا يتقدمون لزواجها إلا إذا رأوا جسمها وشعرها وزينتها , أما إذا تحجبت فلا يتقدم إليها أحد .
وهذه الشبهة مردودة بأمرين :
الأول : أن الجمال ليس هو السبب الوحيد الذي تنكح المرأة من أجله , بل هناك أسباب أخرى بجانب الجمال , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تنكح المرأة لأربع ؛ لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك " " رواه البخاري " .
الثاني : إن معظم الشباب حتى لو كانوا غير ملتزمين يعزفون عن الزواج بالمتبرجة ويفضلون المتحجبة حسنة السمعة .
الشبهة السادسة : صغر السن :
وهذه الشبهة يرددها بعض الأخوات غير المحجبات لكن أكثر من يرددها هم الآباء والأمهات ويقولون بأن إظهار محاسن البنت يحقق لها الكثير من السعادة والنشوة مما يجعلها أكثر تمتعاً بالحياة , فلماذا نمنعها هذه السعادة مبكراً .
وصغر السن عندهم يمتد إلى ما بعد فترة الحيض إلى أن تبلغ البنت عشرين سنه أو أكثر .
والوالدان بفعلهما ذلك مسؤولون عن تعرض ابنتهما للإساءة من قبل الشباب , وعن تسببها لانحراف هؤلاء الشباب فضلاً عن مسؤوليتها أما الله , قال تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " " الصافات /24" ويقول النبي "ص" " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " " رواه البخاري " .
ولتعلم أختنا الكريمة أن التزام أمر الله بالحجاب يخلصها من كل خطورة تتعرض لها في الدنيا والآخرة . ولتتأمل الحديثين الشريفين الآتيين :
قول النبي "ص" : "صنفان من أهل النار لم أراهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها " رواه مسلم .
قوله "ص" " سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السرج كأشباه الرجال ينزلون علي أبواب المساجد نسائهم كاسيات عاريات , علي رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف . ألعنوهن فإنهن ملعونات " رواه أحمد _ واللعن يعني : الطرد من رحمة الله .
ثم نسأل الأخت التي لم تتحجب وهو بالغة بحجة صغر السن . هل تضمنين عمرك للحظات ؟ فالموت يأتي للصغار والكبار والمرضى والأصحاء . والأمثلة من واقعنا كثيرة .
ويورد المؤلف ستة قصص للموت ملخصة كالأتي :
عضو في مجلس نيابي بكامل صحته وشبابه . يصاب فجأة بفيروس في مخه فيموت .
ضابط كبير في الجيش ذو نشاط وعضلات قوية , لا يشكو من أي مرض ينام ذات ليلة فيوافيه الموت وهو نائم .
شاب أسرف علي نفسه في معاصي الزنا وشرب الخمر وكانت نهايته أن انقلبت به سيارته واحترق وهو يقول : ماذا أقول لله ؟ ماذا أقول لله ؟
شابان اصيبا في حادث سير . وقبيل موتهما أخذ شرطي المرور يلقنهما الشهادتين لكنهما بدلاً من ذلك أخذا يغنيان حتى ماتا .
شاب متدين كان يتفقد الأرامل والأيتام والمساكين ويوزع عليهم الأرز والسكر بسيارته كما يأخذ الحلوى للأطفال ويوزع الكتب والأشرطة الدينية على الناس وأثناء سيرة بسيارته في أحد الأيام تعطلت سيارته فنزل يصلحها . فجاءت سيارة مسرعة فصدمته وأصيب إصابات بالغة فأخذ يقرأ القرآن وهو في سيارة النجدة ثم رفع إصبع السبابة يتشهد وفارق الحياة .
فتاه أصيبت بمرض خبيث فأخذت طوال وقتها تصلى وتقرأ القرآن الكريم وتذكر الله وتدعوا أختها التوأم إلى طاعة الله وترك المعاصي إلي أن توفيت . وكان لوفاتها أثر كبير في هداية أختها التوأم .
الشبهة السابعة : موضة وليست حجاباً :
تردد بعض الأخوات الفاضلات من غير المحجبات شبهة مؤداها أنه لا يوجد هناك حجاب حقيقي وإنما هي موضة , فلماذا ألزم بفعلها ثم تذكر لك مشاهدات منحرفة لبعض المحجبات .
ونحن نتفق مع الأخت الكريمة في أن هناك من تتحجب من أجل مسايرة الموضة وهو ما يطلق عليه الحجاب الفرنسي , ولكن ذلك لا يعني أنه لا توجد من تلبس الحجاب طاعة لله , وإلي ذلك ندعو أخواتنا الكريمات بأن يكون حجابهن بالمواصفات الشرعية وهي :
أن يكون فضفاضاً لا يجسم جزءاً من الجسد .
سميكاً لا يشف شيئاً من جسدها .
خالياً من العطور والبخور والماكياج .
لا يشابه لباس الكافرات .
لا يكون زينة في نفسه .
يكون ساتراً لجميع الجسد .
لا يشبه لباس الرجال .
لا يكون لباس شهرة تغتر وتتفاخر به .
الشبهة الثامنة : الحرمان من الزينة :
أختي العزيزة الغالية إذا كنت تتبرجين وتتزينين من أجل الزوج في منزل الزوجية أو لدى الصديقات إذا لم يكن بينهن رجال فليس في الدين حرج من ذلك , إما أن تكوني سلعة رخيصة يعاينها الجميع ؛ الخسيس والكريم , وتسلمي جسدك لعيون الذئاب البشرية فأنت أغلى وأكرم من ذلك .
وتدبري كيف يقلب المشتري السلعة التي يريد شرائها , وبعد أن تعجبه يطلب من البائع أن يعطيه سلعة أخري من النوع نفسه المصفوف علي الرف والذي لم تمسه الأيدي .
الشبهة التاسعة : الحجاب يعطل المجتمع :
وهذه الشبهة لا ترددها النساء بل يرددها العلمانيون ومن دأب دأبهم , وعلي هذه الشبهة ردود كثيرة منها :
إن الإسلام لا يمنع عمل المرأة , بل يجعله واجباً في التخصصات التي فيها خدمة للنساء مثل أن تعمل طبيبة للنساء أو مدرسة أو مصورة للأشعة للنساء أو مولدة .
وفي حالة الاضطرار فإن الإسلام لا يمنع المرأة من العمل ما دامت تتمسك بالآداب الشرعية كإذن وليها وعدم الخلوة بالرجال وألا يكون عملها فيه معصية وألا تكون الوظيفة معطلة لعمل الأم في بيتها .
الشبهة العاشرة : الحجاب مظهر غير حضاري :
يقولون أن شكل الحجاب الخارجي مظهر من مظاهر التخلف في المجتمعات , وهو مظهر غير حضاري , فما معنى لهذه القيم السوداء المحركة وهذه الغربان . وهذه الشبه ساقطة لأن الحضارة كلمة تطلق علي مجموع الأخلاق والسلوك والقيم لأمة من الأمم , وعلي هذا فإن الالتزام بالحجاب الإسلامي يعد خطوه إلي الأمام علي طريق بناء الحضارة لأنه خلق وسلوك وقيمة نابعة من ديننا الحنيف .
الشبهة الحادية عشر : والدي وزوجي يمنعاني :
الأصل في هذه القضية أن طاعة الله تعالى مقدمة علي طاعة كل مخلوق كائن من كان , وأنه كما قال رسول الله " ص" : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .
كما أن إسرار الفتاه علي التمسك بالحجاب يجعل أباها وزوجها يحترمان إرادتها .
وواجهي أختي الفاضلة الأمر بالتالي :
استعيني بالله أولاً واستمري بالدعاء علي الثبات وتفريج الكربة .
اطلبي العون من أقاربك وقريباتك ممن اخترن طرق الهداية .
عبري عن موقفك بأدب دون علو صوت وإظهار الأستاذية والترفع وأحسني استخدام الكلمات واختاري الوقت المناسب .
ردي الإساءه بالحسنة والبر وتحمل الأذى من السب والاستهزاء بصدر واع .
اعلمي أن الجنة غالية , والغالي لا يعطى إلا بعد تعب ونصب وتحمل الأذى في سبيل الله .
وقولي كما قال المؤمنون والمؤمنات من قبل " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " " البقرة 285" .
والموت أختي المسلمة لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا غنياً ولا فقيراً فربما يأتيك الموت وأنت علي هذه الحال من مخالفة أمر الله فماذا تقولين لرب العالمين يوم القيامة يوم الحسرة والندامة فهي إلي التوبة أختي المسلمة إن كنت حقاً رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد "ص" نبياً ورسولا , وزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسوه وقدوه .
فأين أنتم أيها الآباء من كل ذلك إذا خرجت الفتاه متبرجة متزينة فالمسؤول عنها أبوها وأمها إذا خرجت للجامعة لتلقي العلم وكأنها في حلفه راقصة فالمسؤول عنها أبوها , ألم يحرككم قوله تعالي " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون " ويقول النبي "ص" " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " فأين الغيرة أيها الآباء , أين الخوف من الله أين مراقبة الله , ويجب علي أولياء الأمور أن يربوا بناتهم علي مراقبة الله وأداء حقوق الله وأن تكون الأم قدوه وأسوه لبناتها . عودي ابنتك على لبس الحجاب وأنه فريضة مثل الصلاة حتى إذا بلغت لم يظهر منها إلا الوجه والكفين .
احذروا أيها الآباء من اختلاط بناتكم في أماكن العمل أو مع الأقارب والأصدقاء , بحجة الصداقة أو القرابة فكم من خطيئة ارتكبت وأعراض انتهكت وأسر هدمت من جراء هذا الاختلاط الفاسد .
ما أحوجنا أن يقوم كل أب وكل أم بدورها ومسؤوليتها في توجيه بناتهم إلي الخوف من الله والتزام أوامر الله في مجتمع انتشرت فيه الإباحية وكثر فيه التبرج وأصحاب السوء .
فكونو أيها الآباء علي حذر قبل أن يفوت الأوان ولا ينفع الندم بعد أن تقع كارثة وتفسد الأخلاق .
وهذه وصية إلي كل ولي أمر عرفوا أبنائكم أنهم سيقفون بين يدي الله للحساب يوم القيامة , أرشدوهم إلي إخلاص النية , ربوا بناتكم علي العفة والطهارة وحسن الأخلاق خاصة حفظ العرض والصدق والأمانة .
هذا وبالله التوفيق
أسألكم الدعاء أخوكم :أحمد العربى(حفيد الصحابة)
| |
|