الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السمع والطاعة لمن ولي أمر المسلمين ، والصبر عليهم وإن جاروا ، وترك الخروج عليهم ما أقاموا الصلاة
أخبرنا
أبو زكريا يحيى بن محمد البحتري الجبائي قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب
قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا عمرو بن يزيد صاحب الطعام ، قال :
سمعت الحسن أيام يزيد بن المهلب يقول : - وأتاه رهط - فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ، ويغلقوا عليهم أبوابهم ،
ثم قال : والله
لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز
وجل ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون الى السيف فيوكلون إليه ، ووالله ما
جاؤوا بيوم خير قط ،
ثم تلا : "" وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون "" .
حدثنا أبو
جعفر أحمد بن يحيى الحلواني ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثني يحيى
بن سعيد عن هشام قال : حدثنا الحسن عن ضبة بن محصن ، عن أم سلمة رضي الله
عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يكون أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن أنكر فقد برىء ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ، فقالوا : يا رسول الله : ألا نقاتلهم ؟ قال : لا ، ما صلوا .
و حدثنا
أيضاً أحمد بن يحيى الحلواني قال : حدثنا هدبة بن خالد ، قال : حدثنا همام
قال : حدثنا قتادة عن الحسن ، عن ضبة بن محصن ، عن أم سلمة رضي الله عنها
قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون ، فمن عرف فقد برىء ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ، ما صلوا .
و حدثنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال : حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة قال : حدثني أبو التياح
، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسمعوا وأطيعوا ، وإن استعمل عليكم حبشي كأن رأسه زبيبة .
و حدثنا
الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد
قال : أخبرني عبادة بن الوليد قال : أخبرني أبي ، عن أبيه رضي الله عنه
قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع
والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وإن
بغوا ، وأن نقول بالحق حيثما كنا ، لانخاف في الله لومة لائم .
وحدثنا
الفريابي قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب - يعني
الثقفي - قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أخبرني عبادة بن الوليد ، أن
أباه الوليد بن عبادة بن الصامت قال : أخبرني أبي رضي الله عنه قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره فذكر مثله .
حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن شاهين قال : حدثنا محمد بن بكار قال : حدثنا فرج
بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اسمعوا لهم وأطيعوا في عسركم ويسركم ومنشطكم ومكرهكم ، وأثرة عليكم ، ولا تنازعوا الأمر أهله ، وإن كان لكم .
و أخبرنا
أحمد بن يحيى الحلواني قال : حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثنا محمد بن جعفر
قال : حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن وائل الحضرمي ، عن أبيه
رضي الله عنه قال : سأل يزيد بن سلمة الجعفي رضي الله عنه رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال : أرأيت إن قامت علينا أمراء ، فسألونا حقهم ، ومنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ، ثم سأله الثانية والثالثة ، فجبذه الأشعث بن قيس الكندي رضي الله عنه وقال : اسمعوا واطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا ، وعليكم ما حملتم .
حدثنا أبو
شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال : حدثني جدي قال : حدثنا موسى بن أعين
، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب
رضي الله عنه : لعلك أن تخلف بعدي ، فأطع الإمام ،
وإن كان عبداً حبشياً ، وإن ظلمك فاصبر ، وإن ضربك فاصبر ، وإن دعاك إلى
أمر منقصة في دينك فقل : سمع وطاعة ، دمي دون ديني .
وأخبرنا أبو
زكريا يحيى بن محمد الجبائي قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا
حماد بن زيد قال : حدثنا ليث ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن سويد بن
غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا
أدري لعلك أن تخلف بعدي أطع الإمام وإن أمر عليك عبداً حبشياً مجدعاً ،
وإن ظلمك فاصبر، وإن ضربك فاصبر ، وإن دعاك إلى أمر ينقصك في دينك فقل :
سمع وطاعة ، دمي دون ديني .
قال محمد بن
الحسين : فان قال قائل : أين الذي يحتمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما
قاله ؟ قيل له : يحتمل - والله تعالى أعلم - أن نقول : من
أمر عليك من عربي أو غيره ، أسود أو أبيض أو أعجمي فأطعه فيما ليس لله عز
وجل فيه معصية ، وإن ظلمك حقاً لك ، وإن ضربك ظلماً لك ، وانتهك عرضك ،
وأخذ مالك ، فلا يحملك ذلك على أنه يخرج عليه سيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج
مع خارجي حتى تقاتله ، ولا تحرض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه .
وقد يحتمل به
أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة ، ويحتمل أن يأمرك بقتل من
لا يستحق القتل ، أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك ، أو بضرب من لا يحل ضربه ،
أو بأخذ مال من لا يستحق أن يؤخذ ماله ، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه
، فلا يسعك أن تطيعه ، فإن قال لك : إن لم تفعل ما امرك به قتلتك ، أو
ضربتك ، فقل : دمي دون ديني ،لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الطاعة في المعروف .
حدثنا أبو
جعفر أحمد بن خالد البردعي - في المسجد الحرام سنة تسع وسبعين ومائتين -
قال : حدثنا علي بن سهل الرملي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر
، قال : حدثني زريق مولى بني فزارة قال : سمعت مسلم بن قرظة الأشجعي يقول
: سمعت عمي عوف بن مالك الأشجعي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يارسول الله ، أفلا ننابذهم على ذلك ؟ قال : لا
، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليكم منهم ، فرآه يأتي شيئاً من
معصية الله عز وجل ، فلينكر ما ياتي من معصية الله عز وجل ، ولا تنزعن
يداً من طاعة الله عز وجل قلت لزريق : الله يا أبا المقدام لسمعت مسلم بن قرظة يقول :
سمعت عمي عوف بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما
أخبرت به عنه ، قال ابن جابر : فجثا زريق على ركبتيه ، واستقبل القبلة،
وحلف على ما سألته أن يحلف عليه ، قال ابن جابر : ولم أستحلفه اتهاماً له
، ولكن استحلفته استثباتاً .
_____________
نقلته لإخوتي من كتاب (الشريعة) للإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري رحمه الله
*****************************
نقلا عن الأخ عبدالحكيم الجزائري حفظه الله